زيارة أوباما لبلادنا في اليوم الخامس من وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله على رأس وفد من ثلاثين مسؤولاً من الحزبين الجمهوري والديموقراطي لها مدلولات كبيرة جداً فهي تفسر في سياق الاطمئنان التام لمدى الاستقرار الداخلي الذي تتمتع به الرياض.
كما تدلل على حاجة السياسة الأمريكية لداعم كبير في الشرق الأوسط يمنح أمريكا القوة في محادثاتها مع إيران بحيث تدرك إيران أن علاقات السعودية وأمريكا في وضعها المتميز.
كما أن أوباما يحتاج في هذه المرحلة إلى دعم شرق أوسطي يحسن من صورته في السياسة الأمريكية.
أما السعودية فإن الملك سلمان بن عبدالعزيز يؤكد على ثبات المملكة في سياساتها الخارجية والداخلية وإنها دولة مؤسسات وليست دولة الفرد الواحد كما أن الملك سلمان كان شريكا أساسيا في رسم السياسات الخارجية للبلاد منذ نعومة أظفاره.
لذا فالتغيير غير وارد إلا بتغير مواقف الطرف الآخر.
تهتم السعودية بقضايا الشرق الأوسط وبقضايا العرب والمسلمين من منطلق حرصها على السلام والاستقرار العالميين وأن الحياة الكريمة من حق كل البشر وليست وقفا على دول أمريكا وأوروبا.
ومطالبتها الأخيرة بمناقشة موضوع منع ازدراء الأديان يدلل على نهجها الذي تسير عليه وهو احترام الأديان جميعها كما أن هذا يعد تطوراً كبيراً في قبول الثقافات الأخرى.
فلم تدع السعودية لمنع ازدراء الإسلام فقط بل هي أبدت احتراماً لكل الأديان، وهذا نهج متسامح سيضيف الكثير من المكانة للسعودية في كافة الدول وليست الإسلامية فقط.
السعودية كانت تلقب وعن استحقاق بمملكة الإنسانية، اليوم تضيف لها لقباً آخر مستحق هو مملكة السلام.