(إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان)
لم تفعل المملكة كما بجب قانون تجريم التعاطف مع الإرهاب أو تبرير التطرف ولذلك طلت المعالجات الفكرية تعاني من القصور فنحن فوجئنا في هاتين السنتين بظهور جيل ولد بعد 2001 تطرف وانحرف فكرياً وشكل طيفاً إرهابيا تحت مسمى داعش.
هؤلاء لم يهبطوا علينا من السماء لقد تخرجوا من مدارسنا واستمعوا وقرأوا وسائل إعلامنا وتواصلتا الاجتماعي
بقليل من تتبع بعض المغردين من الأسماء التي يجمع بينها رابط واحد وإن تفاوت قربها وابتعادها من خط النار الذي يحكمه مصالحها وحساباتها وإلا فإن خطابها التبريري يعلو كلما تمكنت أكثر.
هؤلاء لا تصنفهم إلا بالتبريريين فهم يحبون (لكن) التي تفيد الاستدراك في اللغة العربية وجعل السامع يتهيأ للانصات إلى ما هو أهم ومستثنى مماسبق لكن!! يقدرون جداً لكن، ويضعون عليها دائرة حمراء في خطابهم المناهض للإرهاب، يكثرون من قول لكن.... سواء مع إرهاب الداخل أو الخارج لاينددون بالإرهاب والعنف إلا ويقرنون عباراتهم بـ(لكن).... هو إرهاب مضاد أو هم شباب مستفزون أو أنه عنف جاء بسبب كيل الغرب بمكيالين وتعاطيه مع قضايا المسلمين بخلاف تعاطيه مع إسرائيل.
لايتحدثون عن قضايا السعودية كوطن بل دائماً مشغولون بالرابط الأممي التاريخي الذي يعاضد ويسير كداعم لدولة الإسلام الواحدة والحلم العثماني عند أوردوغان وفصيل الإخوان وفصيل حزب الله وإيران. هذا الخطاب خطاب مائع لا يجتث الإرهاب بل يبقي الباب موارباً دائماً، بقصد وبوعي بطرح وسعياً لاحتشاد الجماهير حولهم وبالذات الشباب لأن مثل هذه الشعارات تدغدغ الحلم التاريخي لعودة مجد الخلافة.
لدي الآن قائمة من الأسماء أتتبع خطابهم في تويتر الذي يظهر تناغماً مضمراً مع دولة داعش وأحلام الخلافة الإسلامية حتى وإن لم يعلنوا ذلك صراحة ولدي نية لو أسعفني الوقت أن أحلل خطابهم عبر تطبيق نظريات الخطاب النقدية حتى يكون المنهج العلمي هو الوجاء الذي يحمي رأيي من الشخصنة والتي للأسف جعلت كثير من المخلصين يخشون من قول رأيهم في قضايا وخطابات كثيرة على أنها تمثل خطراً داهما لكن التربص بهم بتهمة جاهزة هي الشخصنة تجعلهم يصمتون على مضض.
استقرار الأوطان وأمنها لا يقبل التهاون مع هذه الخطابات الرخوة والمميعة والعازفة على وتر الأممية المتغاضية عن خطاب الوطنية.