منذ الستينيات الميلادية والملك عبدالله «رحمه الله» يلعب دوراً محورياً في الحياة العامة.. كان له تأثير بالغ الأهمية على البيئة المجتمعية في المملكة العربية السعودية.. فقد تصدى لقضية تطوير رعاية المجاهدين المحاربين المتطوعين الذين ساهموا في توحيد المملكة العربية السعودية.. والذي كان من الممكن أن يتحولوا إلى مأساة تُخَلِّف بؤر تأثير مجتمعية عظيمة وتكون فرصة متاحة لانفلات الأمن والفساد والإفساد في الأرض.. ولم يكتفِ الحرس الوطني بقيادة الملك عبدالله «رحمه الله» برعاية هؤلاء المجاهدين وأسرهم، بل ساهم بالنصيب الأكبر في مشاريع الإسكان في المملكة حتى تاريخه مع منشآت تعليمية حديثة ومنشآت صحية متطورة.. وأقام الفعاليات والنشاطات ونظَّم المهرجانات الثقافية الوطنية.. فأصبح الحرس الوطني في عهده منظومة تنموية متكاملة.
بعد ذلك تصدى لمهمة وطنية أخرى لا يعرفها المجتمع السعودي.. وينظر لها العالم ويتعامل معها من منظور الصراع وصدام الحضارات.. فقد بادر والدنا العظيم «رحمه الله» وأسس للحوار المحلي مركزاً ظَهَر اليوم وبعد مرور أكثر من عشرة أعوام أنها كانت مبادرة إصلاحية عظيمة.. جَنَّبت البلاد والعباد مصائب وويلات كان يمكن أن تحدث في بلادنا كما حدثت في البلدان المجاورة.. ثم تلا ذلك بتأسيس «مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات» الذي يهدف إلى إنهاء مفهوم «صراع الحضارات» وتحويله إلى نشاط إيجابي وهو «حوار الحضارات».. ثم ختم المنظومة بجائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز للترجمة التي تعد آلية التحفيز لثقافة الحوار.
وبعد ستين عاماً من الخدمة العامة لمجتمعه ووطنه يترجل الفارس.. ولكن سيذكر له التاريخ إنجازاته في الحرس الوطني كما سيذكر له ما فعله للحوار الوطني والحوار العالمي.. أما نحن المجتمع السعودي فسوف نتذكر دوماً له أنه أسس عشر جامعات ناشئة وابتعث للدراسة مائتي ألف طالب وأمر بإنشاء نصف مليون وحدة سكنية وإقامة أحد عشر ملعباً دولياً ووفر مليون فرصة عمل للشباب وأطلق ثقافة الحوار في المجتمع.. رحمك الله يا والدنا رحمة واسعة.