جميع من يحب الملك عبدالله حبا حقيقياً خالصاً - وما أكثرهم - حزن حزناً خالصاً ومهيوباً وراقياً وأصيلاً مثل حزنك وحزني وحزن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي وضع صورة في حسابه الخاص على تويتر وهو يقبل رأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله- في أروع أمثلة التلاحم الحقيقي البعيد عن أي حسابات أو مزايدات، الحقيقة أن إخوتنا في دولة الإمارات العربية يثبتون يوما بعد الآخر أنهم أهل حقيقيون لا مصير لأحد دون الآخر، مثلما أبكانا رحيل الشيخ زايد- رحمه الله- وحزنا عليه من قلوبنا رأينا إخوتنا في الإمارات وقد أصابهم ما أصابنا، أبكانا لاعب منتخب الإمارات وهو يرفض الاحتفال بأغلى أهدافه وأثمنها حزنا على أبينا عبدالله، هذا هو الرحيل المهيوب للفرسان، في حياته ومماته يجمع قلوب الناس متصافية حول هيبة وجوده أو هيبة رحيله، أبكانا الملك الهاشمي ملك الأردن وهو يقطع زيارته الرسمية، ويأتي ليشاركنا حزننا على قائد أمتنا، في موقف عروبي وإسلامي يؤكد أن لا صوت يعلو على صوت المحبة والشهامة، أبكتنا مئات القنوات التلفزيونية وهو تنقل في بث مباشر تفاصيل وداعنا لمليكنا الغالي عبدالله بن عبدالعزيز، وداع تاريخي وحزن أصيل اكتسى جميع دول العالم، حب زرعه عبدالله بن عبدالعزيز طوال حياته وحصده في ليلة وداع مهيوبة ودموع قلوب اكتست بالصدق الذي لا يخالطه شيء آخر، دموع الناس وأنينها كان يثبت أن الناس شهود الله في أرضه، ولعمري أنهم شهدوا بحب عبدالله بن عبدالعزيز بكل صدق ودونما تزلف، سجل تاريخ البشرية جمعاء أن ملكا صالحا وشجاعا دخل تاريخ الملوك الصالحين الذين أحبتهم شعوبهم وبكت حزنا على فراقهم ولن تنساهم طال الزمن أم قصر، هكذا، رحيل مهيوب هز العالم وتسيد اهتمامات سكان الكرة الأرضية وصاحبه تأبينات صادقة من القاصي والداني يثبت لنا أن ملكنا- رحمه الله- كان ملكا أسطوريا من ملوك الأرض قاطبة حمل على عاتقه رخاء البشرية جمعاء وإطفاء نار عنصريتها وتطرفها، رحل ملك الإصلاح والحوار ليس هناك أبلغ يعنونه ويختصره مثل عنوان جريدة المصري اليوم: العرب يودعون كبيرهم، هذا ما زرعه خادم الحرمين الشريفين من حب وحصده في ليلة حب خالص لا مثيل له.