تمنيت لو أن بيدي أمر جائزة عالمية تمنح للعظماء من البشرية كتلك التي منحت لمانديلا أو مارتن لوثر كينق أو أي من البشر الذين ضحوا بأنفسهم من أجل غيرهم وتعرضوا للكثير من المضايقات قبل أن ينصفهم التاريخ، أقسم لكم لو بيدي أمر هذه الجائزة لمنحتها بكل ثقة للأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، على ما كابده طوال سنوات ليست بالقليلة، وعلى قدرته العجيبة على تجاوز العقبات التي تتكرر أمامه بشكل
يومي ولكنه يتجاوزها بعزيمة رجل يصنع التاريخ مثلما كان يقرؤه ويعرف أن جميع من خلدهم التاريخ كانوا يجابهون مجتمعاً كاملاً يرفض النظر إلى أمامه، بل يرفض حتى مصلحته العامة، ليس هناك مهمة كلها عوائق وصعوبات مثل مهمة قيادة القطاع السياحي والآثار في السعودية، على كثرة ما يحويه من كنوز ودخول مادية عالية إلا أن هذه الثروات الطائلة والكنوز الغالية لا يحمل همها ولا يسهر من أجلها سوى شخص واحد هو سلطان بن سلمان وكم رجل معه لا يتعدى عددهم أصابع اليد، واجه هذا الرجل وزملاؤه من الصعوبات ما الله به عليم لوضع القطاع السياحي ضمن دائرة اهتمام الدولة فنجح بذلك لكنه لم يمنح ما يستحق من جعل السياحة وزارة مستقلة، فالرجل الذي نجح في وضع كيان مستقل ومحترم للقطاع السياحي مبتدئاً من العدم، قرار الهيئة العامة للسياحة والآثار ايقاف التأشيرات السياحية إنما هو قرار - يبدو لي - فيه تغليب رأي فئة معينة فوق المصلحة العليا للوطن، ومتى ما قدمنا رأي أي فئة على مصلحة الوطن فإننا نسحب عجلة نمو بلادنا نحو الوراء، لقد جربنا عبر عشرات السنين العواقب السلبية والوخيمة للقرارات التي تجامل بعض المعترضين على حساب الملايين من المواطنين المعتدلين وفي النهاية لم يجد نفعاً، جميع بلدان العالم تعتمد على السياحة كدخل قومي، فكيف ببلادنا التي تحمل من الأماكن السياحية والصحراوية الكفيلة بجلب الملايين من السياح من جميع انحاء العالم، لا بد من تحويل السياحة والآثار إلى وزارة ودعمها بميزانية تكفل نجاحها فهي من الوزارات التي مهما اعطيتها من ميزانية سوف تردها أضعافا مضاعفة، إنها فكرة لو تحققت فسوف تضاف إلى الكم الكبير من الإنجازات الهائلة التي تحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.