أُتابع بكل تقدير واعتزاز ما تنشره تباعاً هذه الصحيفة الرائدة الغراء مع بعض صحفنا المحلية بصفة عامة عن الجهود الملموسة والمساعي الخيّرة التي تقوم بها بعض الجمعيات الخيرية بمختلف توجهاتها الإنسانية والاجتماعية في أنحاء مملكتنا الفتية، وبالذات من حيث تميُّز أدائها وتنوع عطائها وامتداد أنشطتها.
وما كان ذلك ليتحقق ويتطور بهذه الصورة المتميزة المثمرة ويعطي أُكله لولا توفيق الله أولاً، ثم إقدام وتحفُّز نخبة من الشباب الواعي من الكفاءات المختارة للعمل بها.
وكأنموذج لما ذكرت من الأمثلة الحية التي تقوم بسماحة وطيب نفس وبعزيمة وإخلاص بالعمل بهذه الجمعيات، فقد أسعدني الحظ بلقاء ودي وصريح مع كوكبة لامعة من العاملين بجمعية البر الخيرية بمحافظة الرس بمنطقة القصيم جلهم من الشباب المتحمس.. وقد لمست منهم والحق يُقال الإخلاص والتفاني للاضطلاع بمهامهم على الوجه الأكمل المنشود، بعد أن شاهدت بنفسي وسمعت وقرأت عن البرنامج الحي المتعدد في ميادين العطاء الذي تبذله الجمعية بهمة وعزيمة القائمين عليها، ويتمثّل بعضٌ منه في الأوجه والأمثلة التالية:
- حرص القائمين على شؤون الجمعية على تعدد الأنشطة والأهداف الخيرية والإنسانية والاجتماعية، بحيث تخدم أكبر شريحة من المحتاجين داخل الرس، وفي القرى والهجر التابعة لمحافظة الرس.
- تطور القسم النسائي بالجمعية والجهود الملموسة بهذا القسم الذي تشرف عليه كوكبة من بنات المحافظة، وهنَّ من الكفاءات المخلصة المحتسبة وعلى درجة عالية من الثقافة والوعي بأهداف العمل الخيري.
- يستطيع فاعل الخير أن يقدم عطاءه وزكاته وصدقاته وهباته، وهو مرتاح البال مطمئن إلى أن ما يقدمه قلَّ أو كثُر سيجد طريقه إلى المحتاجين من الفقراء والمرضى والمديونين والمساجين، ومن فئة أخرى يطوّقها العَوز وهم فئة المستورين ممن لا يسألون أو يمدون أيديهم، وهم أحوج الناس بالمساعدة برغم ما يظهر من هندامهم وحالتهم أنهم ميسورون.. فأعضاء الجمعية والباحثون والباحثات فيها يتقصّون الحالات بدقة وأمانة ونزاهة وسرية مراعاة لمشاعر المحتاجين المتعففين.
- لا يقتصر دور الجمعية في توزيع المساعدات والإعانات المادية والعينية داخل مدينة الرس أو المراجعين لها في مقراتها الرسمية بما فيها المستودع الخيري، ولكن الملموس والفاعل هو ما يُلاحظ من تسيير القوافل بين يوم وآخر خارج الرس - المدينة - إلى القرى والأرياف والهجر، حيث تُوزع المساعدات المادية المقررة والعينية كالأغذية والملابس حتى لعب الأطفال وحليب الأطفال، مع صرف قيمة فواتير الكهرباء والهاتف والأدوية وأجرة السكن للمحتاجين منهم.. وهذا ما يُؤكّد ويُوطّد معاني الوفاء والتكافل ويُبرهن على الدور الإنساني الفاعل الذي تقوم به الجمعية.
- تذكرت هذه الأيام، وبلادنا تعيش حالة البرد القارس وخطر ببالي حالة الكثير من المحتاجين للمساعدة من الإخوة المواطنين في محافظة الرس وغيرها، وهل يا ترى نشاركهم معاناتهم بتكثيف المساعدة لهم ومساندة الجمعيات الخيرية لإكمال دورها في زيادة المساعدة لهم.. ونحمد الله أن الجمعيات الخيرية تقوم بهذا الدور الإنساني نيابة عنا في توزيعها وتقصي حالة المحتاجين لها.
يصعب أمامي الإحاطة أو التفصيل عن الأدوار التي تقوم بها الجمعية الخيرية بمحافظة الرس بقسميها الرجالي والنسائي، ولكنني في لحظة تأمُّل وجدت أمامي ومن واقع ما أرى وأسمع أسماء بعض الأثرياء ممن تصل ثرواتهم إلى مئات الملايين.. وأكثرهم من المقيمين خارج الرس وهم ينتمون لها أباً عن جد ومع مقارنتهم بأمثالهم من المحافظات الأخرى والمحافظات المجاورة للرس، تجد البون الشاسع والفرق الواسع قياساً بارتفاع وفاعلية الدعم حيث مع الأسف لا تقارن مساهمات أثرياء الرس مع غيرهم، لأنها محدودة ولا تتناسب مع ثرائهم ولا تصل إلى الحد الأدنى من الآمال المطلوبة والمنتظرة منهم.. ونقول بصريح العبارة: إلى متى هذا العقوق.. وإذا كانت الهبات والصدقات غير مخصصة ببرنامج حياتكم، فلا تبخلوا بزكاة أموالكم أو جزء منها، فالجمعية الخيرية بالرس تناشدكم وتناديكم بمد يد المساعدة والعون، البدار.. البدار.. لتساندوها بالقيام بواجباتها الإنسانية نحو إخوانكم المحتاجين، وما أكثرهم وإننا لمنتظرون.