صنعاء - عبد المنعم الجابري:
قدَّم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استقالته إلى مجلس النواب (البرلمان)، على الرغم من الإعلان عن اتفاق تم الإعلان عنه يوم الأربعاء بينه وبين المسلحين الحوثيين الشيعة الذين اقتحموا دار الرئاسة، واستولوا على أقوى لواء في الجيش اليمني، كما حاصروا الرئيس هادي داخل منزله في صنعاء. وفي خطوة مماثلة قدمت حكومة خالد بحاح هي الأخرى استقالتها قبل وقت قصير من الإعلان عن استقالة الرئيس هادي. وجاء نص الاستقالة التي تقدم بها الرئيس عبد ربه منصور هادي على مجلس النواب ونشرها موقع (المؤتمر برس) الإخباري على شبكة الإنترنت والتابع لنجله جلال).. كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ / رئيس هيئة رئاسة مجلس النواب المحترمين، الأخوة / أعضاء مجلس النواب ممثلو الشعب المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تحملت مسؤولية الرئاسة منذ 25 فبراير 2013م، وأنتم لستم بحاجة لشرح الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية في ذلك الظرف وحتى يومنا هذا. ونظراً للمستجدات التي ظهرت منذ 21 سبتمبر 2014م على سير العملية الانتقالية للسلطة سلمياً التي حرصنا جميعاً على أن تتم بسلاسة، ووفقا لمخرجات الحوار الوطني التي تأخرت لأسباب كثيرة وأنتم على علم بها. لهذا قد وجدنا أننا غير قادرين على تحقيق الهدف الذي تحملنا في سبيل الوصول إليه الكثير من المعاناة والخذلان وعدم مشاركتنا من قبل فرقاء العمل السياسي في تحمل المسؤولية للخروج باليمن إلى بر الأمان، ولهذا نعتذر لكم شخصياً ولمجلسكم الموقر وللشعب اليمني بعد أن وصلنا إلى طريق مسدود. ولهذا أتقدم إليكم باستقالتنا من منصب رئاسة الجمهورية اليمنية وإلى مجلسكم الموقر، وشكراً.
عبد ربه منصور هادي
من جانبه نشر رئيس الوزراء خالد بحاح نص استقالته في صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك).. وجاء نصها كما يلي: فخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، الموضوع : استقالة
تعلمون أننا في حكومة الكفاءات قبلنا تحمل مسؤولية قيادة اليمن وتنميتها في ظروف صعبة ومعقدة جداً. وجئنا من مختلف المجالات والتخصصات العلمية والاجتماعية من أجل أن نخدم وطننا ونساهم في إحلال الأمن والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. وعلى الرغم من الفترة القصيرة التي عملنا فيها منذ السابع من نوفمبر 2014م والحصول على ثقة البرلمان في 18 ديسمبر 2014م إلا أننا استطعنا أن نعطي الشعب والقيادة مؤشرات حقيقية تدل على ما كان يمكن أن نقدمه لهذا الوطن، لكن يظهر أن الأمور تسير في طريق آخر... لذا فإننا ننأى بأنفسنا أن ننجر إلى متاهة السياسة غير البناءة التي لا تستند إلى قانون أو نظام. ويشهد الله أننا كحكومة كفاءات حاولنا ما أمكن أن نخدم هذا الشعب وهذا الوطن بكل ما استطعنا من قوة وعلم وكفاءة ومسؤولية وضمير. وعندما أدركنا أن هذا لا يمكن قررنا اليوم أن نقدم استقالتنا لفخامة رئيس الجمهورية وإلى الشعب اليمني حتى لا نكون طرفاً في ما يحدث وفيما سيحدث، ولا نتحمل مسؤولية ما يقوم به غيرنا أمام الله وأمام الشعب. نعتذر إليك أيها الشعب اليمني الصابر ونسأل الله أن يخرج اليمن إلى بر الأمان. خالد محفوظ عبد الله بحاح / رئيس الوزراء الجمهورية اليمنية 22 يناير 2015م.
وفيما تسود الشارع اليمني حالة من القلق والترقب دعا رئيس مجلس النواب اليمني يحيى علي الراعي أعضاء المجلس على اجتماع طارئ صباح غداً السبت للوقوف على تطورات الأوضاع في الساحة اليمنية. ورحب زعيم كبير في حركة الحوثيين القوية في اليمن باستقالة هادي أمس واقترح تشكيل مجلس رئاسي يضم جماعات بقيادة الحوثيين والجيش وبعض الأحزاب السياسية. وقال أبو مالك يوسف الفيشي وهو زعيم كبير لجماعة أنصار الله الحوثية عبر حسابه على تويتر اليمن مقبل على الأمن والاستقرار والسكينة والرخاء. ووصف استقالة هادي بأنها بشرى سارة لجميع اليمنيين. وفي أول رد فعل من الجنوب قررت أربع محافظات جنوبية بينها عدن رفض تلقي أوامر من صنعاء للوحدات العسكرية وقوات الأمن بحسب بيان للجنة الأمنية في هذه المحافظات.