كان صوت المؤذن يصدح بالأذان لصلاة الظهر من جامع الإمام تركي بن عبد الله ظهيرة يوم الأربعاء 23 - 3 - 1436هـ، عقب حديث ضافٍ لسمو أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز في لقائه معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الاستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل، ومسؤولي الوزارة، وكأنه توافق في المضمون والزمان، ومصداق قولي ودليل عملي على ما جاء في حديثه - حفظه الله - على ما تأسست عليه هذه البلاد المباركة من التوحيد والدعوة إليه، منذ عهد مؤسسها الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - متعه الله بالصحة والعافية - وهي تبذل جهداً وعناية خاصة ببيوت الله، والدعوة إلى الله وفقاً لما جاء في كتاب الله الكريم، وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلَّم -، وكانت ولا زالت هذه البلاد المباركة لها القدح المعلى، والنصيب الأوفى من الإسهام في نجدة المنكوبين، ومواساة المسلمين، والوقوف إلى جانبهم في المحن والمصائب والكوارث، وكان لها الأثر المهم والسبق في الأعمال الإغاثية والمهمات الإِنسانية حيث أنفقت المملكة العربية السعودية، ولا تزال تنفق الأموال الكثيرة في مجالات الدعوة والإغاثة، ونشر الإسلام، ومساعدة المسلمين، ومواساة المنكوبين.
وقال سموه : إن بلادنا - بمنهجها ودعوتها - بلاد خير يندر في العالم الحديث مثلها، فتقاربنا وتلاحمنا محك ومقصد لأعدائنا الذين يعملون على زعزعة وتفكيك ترابطنا وتآخينا، وقال سموه أيضاً : ما يحاك من تدنيس للأفكار، وتضليل للوقائع انكشف - ولله الحمد - بتلاحمنا وتكاتفنا واجتماعنا على كلمة التوحيد، فما يراه العقل نراه بالفعل، وما حفظنا إلا بحفظ كتاب الله الكريم، وتطبيق أوامره، واجتناب نواهيه، واتباع تعاليم سنة نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلَّم - ، وقال سموه أيضاً : « نحن واقفون في وجه كل من يعادي كيان هذه الدولة القائم على الكتاب والسنة، ومن يستغل ضعاف النفوس والعقول والغرائز الإِنسانية الدنيئة لتنفيذ مخططاتها الهدامة.
ومما جاء في حديث معالي الشيخ د. سليمان أبا الخيل : إن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد التي تحمل منهج ورسالة هذه الدولة المباركة في الداخل والخارج عليها مهمة كبيرة، وهي تحقيق رسالة المساجد؛ لما لها من مكانة عظيمة، ومنزلة عميقة في نفس كل مسلم، والعناية بما يطرح فيها من الخطب، والكلمات، والندوات، وكل ما يتعلق بعمارتها حسياً ومعنوياً، فلا عجب أن يكون ذلك من أولويات حكومتنا الرشيدة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيَّب الله ثراه - ، « إن بلادنا - ولله الحمد - ترفع من شأن المساجد إعماراً للعقيدة الصحيحة، والتوحيد الخالص، والعلم النافع، والعمل الصالح، وإقامة الصلاة، وتلاوة كتاب الله، والذكر والدعاء لله - عز وجل -، وأعظم شاهد في ذلك : قيامها على الحرمين الشريفين بالمشروعات التوسعية العظيمة، وتسخير كل المؤسسات، ومصالح الدولة لخدمتهما، وتحقيق الأمن والأمان والطمأنينة فيهما؛ ليستشعر الحاج والزائر نعمة ذلك في أداء عبادته «.
وأكَّد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن هذا الأمر سبب في العز والنصر والتمكين لهذه البلاد، وسيزيدها - أيضاً - تماسكاً واجتماعاً ووحدة صف - بإذن الله تعالى - بما يقوم به قادتها - حفظهم الله - من تطبيق ونشر للتوحيد الخالص، والسير على النهج الصحيح الذي كان عليه سلف هذه الأمة، موضحاً أن ذلك مدعاة لفتح مجالات الدعوة كافة، المبنية على مبادئ هذا الدين بوسطيته واعتداله بعيداً عن الغلو والجفاء، والإفراط والتفريط.
وقال: « إن علينا - نحن المواطنين - أولاً، والمسؤولين ثانياً - أن نخلص لله - عز وجل - ونحسن القصد في جميع أعمالنا وأقوالنا، وأن نعلم أن بلادنا للإيمان وللتوحيد معقل، وللخير والفضل والعدل والرفق واللين موقع، فضلاً عن إثرائها للعلاقات الدولية، وتحقيق مبادئ الأمن والسلامة على مستوى العالم أجمع، يشهد لها بذلك القاصي والداني، ويجب أن نعلم أن دولتنا - أعزها الله - دولة توحيد، ودولة قرآن، ودولة سنة، ترفع شعائر الإسلام، وتطبقها بكل أحوالها وتعاملاتها، فواجبنا عظيم بوصفنا كمواطنين، وأعظم لأننا منتسبون لهذه الوزارة، لما نتحمله من مسؤوليات كبيرة من أمانة في الكلمة، والدعوة، وتربية على الخير لحفظ ديننا وأمننا، وقيادتنا، ومقدراتنا، ومكتسباتنا.
إن هذا الحديث، وهذا الاجتماع المبارك، ليس بغريب على ولاة الأمر في هذه البلاد الغالية، ولا على أمير منطقة الرياض، فحفاوتهم بالعلماء والمشايخ معروفة، وأكبر دليل صادق على ذلك أن قصر الحكم ومجلس الإمارة يجتمعان في مبنى مجاور لجامع الإمام تركي بن عبد الله دليلاً على التحام الحكم بهذا الدين، وأنه جزء لا يتجزء منه.
وكما هو معلوم للجميع أن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيَّب الله ثراه - وأبناءه البررة كانت الدعوة إلى الله، ونشر الإسلام، وتقديم العون للمسلمين في أنحاء الأرض، من أهم مقاصدهم. وقد أدرك ذلك، واعترف به المنصفون من باب رد الفضل لأهله، وأشادوا بجهود ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية، وإسهاماتها الكثيرة والمتنوعة. وهـذه البلاد المباركة - كانت ولا تزال - منبراً للدعوة الإسلامية المعنية ببيان عقيدة الإسلام الصحيحة المستمدة من كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلَّم - وأنموذجاً في عمارة المساجد حساً ومعنى، ونشراً ومثالاً يحتذى في نشر كتاب الله الكريم، والعناية به في أكبر مطبعة متخصصة لطباعة المصحف الشريف وترجمة معانيه إلى أكثر من ستين لغة، وتوزيعها بالمجان لما يزيد على ثلاثمائة مليون نسخة.
أما عمارة الحرمين الشريفين فقد بلغت مستوى لم تبلغه في التاريخ، فتضاعفت أضعافاً كثيرة مساحتهما عما كانت عليه في السابق، كما أن للمملكة العربية السعودية جهودها العظيمة في مجال التضامن الإسلامي، وتجلية صورة الإسلام الناصعة، وحل مشكلات المسلمين، والدفاع عن قضاياهم، وحفظ حقوقهم، فقد اعتنت المملكة العربية السعودية بكل ذلك عناية كبيرة، فدعت إليه في مناسبات كثيرة، واجتهدت في عقد المؤتمرات والندوات من أجل تحقيقه.
نعم إن مجلس أمير الرياض الأسبوعي أنموذج لمجالس ولاة الأمر - حفظهم الله - التي يلتقون فيها المواطنين، ويجلّون العلماء والمشايخ، ويقربونهم، ويستمعون إليهم، وينزلونهم المكانة اللائقة بهم في كل حفل، ويبادلونهم الود والتقدير، إدراكاً لمكانتهم، ولما لهم من أثر عظيم في حياة الأمة.
وحين يلتقي سمو أمير منطقة الرياض بمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ومسؤولي الوزارة وعدد من الدعاة والخطباء وطلبة العلم فهذا تأكيد لمكانة هذه الوزارة التي هي امتداد لجميع جوانب العمل الإسلامي بمؤسساته المختلفة، وأعمالها الموكلة إليها في الداخل والخارج، وهي أعمال جليلة كثيرة لا يتسع المجال لحصرها، بدءاً بالعناية بالقرآن الكريم، والإشراف على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، والإشراف على بيوت الله، وشؤون الأئمة والخطباء والدعاة والمؤذنين، والدعوة إلى الله - عز وجل - . ويضاف إلى ذلك مهمات خارجية أولتها المملكة العربية السعودية عناية فائقة، منها: الجمعيات، والهيئات، والمؤسسات، والمراكز الإسلامية في الخارج، وهو نهج ثابت اتخذته المملكة لدعم المسلمين أينما كانوا؛ لتمكينهم من ممارسة شعائرهم الدينية في بلادهم، وفي البلاد غير الإسلامية التي يعيشون فيها، والعمل على جمع شملهم، وتأصيل مبدأ التآخي والتعاون بينهم في كل مكان، وتهيئة الأجواء المناسبة لهم للقيام بواجباتهم الدينية، وقد كان لهذه المراكز والجمعيات والمساجد أثر كبير في الحفاظ على الهوية الإسلامية للمسلمين.
لقد كثرت في بلاد المسلمين وغيرها في هذا العصر، المؤثرات الفكرية التي تموج بفنون التضليل، وفساد المفاهيم، وتعددت المناهج التي تسعى إلى احتواء الناس في ظلها، ونتج عن ذلك موجات من الغلو والتطرف انتهت بالتكفير والتفجير والإفساد في الأرض، واستحلال الدماء المعصومة، والاعتداء على الأنفس البريئة، وسلب الأموال، وتخريب الممتلكات، والاعتداء على ثوابت الدين، وتأويل النصوص الشرعية. وفي هذا الوقت نحن بحاجة على الأخذ بيد هؤلاء وإعادتهم إلى جادة الصواب حماية لهم من غواية الشيطان، وشرور أنفسهم، وحماية لغيرهم؛ لئلا ينساقوا خلف هذه الأفكار الضالة المنحرفة التي جرّت الويلات على الأمة الإسلامية وعلى الدعوة إلى الله، وأسهمت في إضعاف نشرها وانتشارها، إضافة إلى ما قدمته من صورة مغلوطة ومخالفة لسماحة الإسلام ويسره، وأنه دين رحمة ووسطية، ولا يتأتى هذا الأمر إلا بتقوى الله - عز وجل - في السر والعلن، والإخلاص له في القول والعمل، واتباع منهج السلف - رحمهم الله - والالتزام به في مختلف المجالات، وفي شتى دروب الحياة؛ فإنه بقدر اتباع هذا المنهج، والالتزام به يكون الابتعاد عن الانحراف والضلال، كما يجب الحذر من خطر الدعاوى والشبهات الكثيرة المثارة حول المنهج السلفي وأهله، كما يجب الحذر - أيضاً - من المفتونين والمنساقين بالغرب وحضارته من أبناء المسلمين، والعمل على إنصاف السلفيين، والذب عنهم، وإبراز جهودهم الكبيرة التي بذلوها في خدمة الإسلام والمسلمين، غيرة على محارم الدين، وحرصاً على جمع الكلمة ووحدة الصف.
أما هذه البلاد المباركة - المملكة العربية السعودية - فلا ينكر فضلها ومعروفها وما هي عليه إلا حاقد أو جاحد ناكر للمعروف. وحق هذه البلاد وولاة أمرها الشكر والعرفان لا الجحود والبهتان، فجهودهم - حفظهم الله - في داخل المملكة وخارجها لا ينكرها أحد، ويجب أن تكون لأبناء هذه البلاد مصدر فخر واعتزاز، فما تقدمه المملكة من خدمة للحرمين الشريفين وعمارتهما، وللقرآن الكريم وأهله، والإسلام والمسلمين، وقبل ذلك حماية جناب التوحيد، والدعوة إلى الله على منهج سليم في المعتقد ساع للخير والإصلاح، يستوجب الشكر والتقدير، هذا الشكر والتقدير متبوع بالمحبة لهذه البلاد محبة نابعة على قيامها على توحيد الله - تبارك وتعالى - بها ومحبة على وجود الولاة المخلصين والدعاة الصالحين، وتحكيم شرع الله - عز وجل - وارتفاع راية التوحيد والنداء المتواصل للصلوات، وهي قبل ذلك - أيضاً - مهد الرسالة، ومهوى أفئدة المسلمين، ورائدة العمل الإسلامي. ويجب أن نحمد الله - عز وجل - على مآثر ديننا وبلادنا، ويجب أن نعلم أبناءنا وإخواننا ومن حولنا هذه المعاني لترتبط قلوبهم بهذا البلد المبارك إحقاقاً للحق، وشكراً للنعم وتحدثاً بها وتأسياً بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - القائل : (من لم يشكر الناس لم يشكر الله).
إنه في الوقت الذي يجب فيه أن نحمد الله - عز وجل - على نعمه العظيمة، وآلائه الجسيمة، من نعم الأمن والإيمان والرخاء، في الأوطان، وسلامة الأبدان، نلقى الجحود والنكران من فئة لا تعرف للشكر معنى، ولا يعرفون فضلاً من المخالفين لمنهج السلف، ولما أمر الله به - عز وجل - في كتابه الكريم، وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلَّم - يقول الله - عز وجل - : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أمنواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأمر مِنكُمْ} (59) سورة النساء، وحديث الرسول - صلى الله عليه وسلَّم - حيث قال : ( من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني، وإنما الإمام جُنةٌ - أي : درع وترس - يقاتل من ورائه، ويتقى به، فإنَّ أمر بتقوى الله وعدل فإنَّ له بذلك أجراً، وإن قال بغيره فإنَّ عليه منه ) رواه البخاري.
لقد سار سلفنا الصالح على وحدة الكلمة، والاجتماع، والطاعة لولاة الأمر، والبعد عن الخروج والتنازع والاختلاف، والتزموا بما حرص عليه الإسلام من محافظة على الوحدة، وقرروا أن من يفارق جماعة المسلمين خارج عن موقع الإسلام.
ويجب على أبناء هذه البلاد أن يحمدوا الله - عز وجل - على ما هم عليه، ولينظروا يمنة ويسرة في بلاد المسلمين وغيرها من محن وفتن وشقاق وحروب، وانعدام أمن وفقر، وانحلال فكري وأخلاقي، وعدم التزام بالدين. وهذا ما يريده لنا أعداء الإسلام في تفريق كلمتنا، وتمزيق صفوفنا؛ ليسعدوا بذلك مع الحاقدين على هذا الدين وعلى هذا البلد الأمين، وينبغي لنا دائماً أن نكون صفاً واحداً متماسكين متكاتفين، وأن نتقي الله - عز وجل - في جميع أمورنا، وأن نعمل على إشاعة الأمن والإيمان في بلادنا، ونتعاون مع قادتنا وولاة أمورنا وعلمائنا في التصدي للمفسدين والمخربين، ومن يريد تحويل أمن هذه البلاد إلى خوف، وأن نضرب جميعاً بيد من حديد عليهم وعلى نواياهم انطلاقاً من قوله - تعالى - :{وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (2) سورة المائدة.
لقد آلمنا ما سمعناه من تعرض جنود الأمن للقتل، واستباحة دمائهم، كما آلم كل مسلم غيور، وإن القتل من أكبر الكبائر، وهو ما وقع فيه المتطرفون الإرهابيون، والله - تعـالى - يقول : {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء، وهؤلاء قتلوا وغدروا، والغدر ليس من صفات المؤمنين، بل هو من صفات السفلة والمنافقين، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - : (لا يجتمع الكفر والإيمان في قلب امرئ، ولا يجتمع الصدق والكذب جميعاً، ولا تجتمع الخيانة والأمانة جميعاً) رواه الأمام أحمد.
لقد شوّه المخالفون سماحة الإسلام وصورة منهج السلف الذي يدّعون الانتماء إليه، وإن تداخل المواقف المعاصرة والتدليس من قبل بعض المفسدين، وانتحال الأسماء والمناهج باسم المنهج السلفي من قبلهم رغم اختلاف منطلقات أصحابها، وتوجهاتهم الفكرية والعقدية لأمر يتطلب من الجميع الحزم، والوقوف ضد أصحاب هذه الدعاوى والشبهات، فمنهج السلف بريء مما يحمله هؤلاء. والاقتداء بالسلف والالتزام بمنهجهم في فهم الإسلام وتمثله والعمل به نصاً وروحاً هو الأمر الواجب على فهم السلف، لا على الفهم القاصر للمتأخرين المخالفين.
وأختم بتأكيد ما بدأت به الحديث من أن هذه البلاد العزيزة الغالية على قلوبنا قامت على دين الله، وارتبطت به ارتباط القاعدة بالبناء، فالدين أساس الدولة، وإن من شكر النعم أن نحدث بها، ونحافظ عليها، فنعم الله - تبارك وتعالى - على هذه البلاد كثيرة، ويجب علينا أن نذكرها ونشكرها، ونسأل الله - تبارك وتعالى - أن يديمها علينا، وأن لا يسلبنا إياها بذنوبنا وتقصيرنا، ولن تجد بلداً مثل هذه البلاد الخيرة المباركة، فهي لا تحكم إلا بالشريعة الإسلامية، وتنعم بالأمن والأمان والخير الوفير في أمور الدنيا والدين.
نسأل الله - جل وعلا - أن يجزل الأجر والمثوبة لولاة الأمر في المملكة العربية السعودية على ما قدموه ويقدمونه للإسلام والمسلمين، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ويمتعه بالصحة والعافية، وأن يضاعف مثوبته، وأن يحفظ ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي ولي العهد النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، وأن يوفقهم وإخوانهم وأعوانهم إلى كل خير، وأن يجعل هذا البلد أمناً رخاًء وسائر بلاد المسلمين.