معلوم أن المملكة العربية السعودية من أكثر البلدان التي يستهدفها الإرهاب، ويتربص بها، بتحريض من جهات مشبوهات، لا تريد لهذه البلاد المباركة أن تنعم بنعمة الأمن، والأمان، والاستقرار، في ظل قيادة رشيدة، وحكومة متماسكة، تطبِّق شرع الله تعالى، وتحكِّم كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع مناحي الحياة، وتعمل على أن تكون بلاد الحرمين الشريفين في مصاف البلاد المتطورة والمتقدمة اقتصادياً، وعلمياً، واجتماعياً، وصحياً؛ لأن هذه البلاد المباركة هي رائدة الدول الإسلامية، وقائدة البلدان العربية، فإذا تقدمت المملكة وتطورت كان ذلك دليلاً على تطور البلاد الإسلامية والعربية، وبرهاناً عملياً على صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان.
وهذا ما لا يريده أعداء الإسلام، ويسعون إلى إفشال نهضة المملكة، وهيهات ذلك عنهم.
وهذا أيضاً يدل دلالة قاطعة على جهل أصحاب الفكر الضال من الإرهابيين والمخربين باسم الدين، والدين الإسلامي بريء من أفعالهم؛ لأنهم لو كانوا يريدون الخير بالإسلام والمسلمين لكانوا أكثر الناس محافظة على دماء المسلمين بعامة، ولكانوا أحرص الناس على أمن بلاد الحرمين الشريفين، ولكانوا عوناً لولاة الأمر في خدمة الإسلام والمسلمين، ونشر الدعوة إلى الله، لا أن يكونوا عوناً لأعداء الأمة، وأعداء الإسلام والوطن، بما يقومون به من أعمال تخريبية، وإزهاق للأنفس البريئة، وهم يعلمون أنهم محاسَبون أمام الله على ذلك.
ومن ذلك جريمتهم الأخيرة النكراء، ومحاولاتهم البائسة الفاشلة للتسلل إلى المملكة الحبيبة، فكان لهم جنودنا البواسل بالمرصاد، وحالوا بينهم وبين الدخول إلى الوطن لتنفيذ مآربهم الدنيئة؛ ما نتج منه استشهاد العميد/ عودة معوض البلوي، والعريف/ طارق محمد حلوي، والجندي/ يحيى أحمد نجمي - تغمدهم الله بواسع رحمته وتقبلهم في الشهداء - فإنهم استشهدوا في سبيل الله، حماية للمقدسات الإسلامية، كما أصيب العقيد/ سالم طعيسان العنزي، والجندي/ يحيى أحمد مقري، نسأل الله أن يعجّل بشفائهما، ويجعل ذلك كفارة لهما. وهذا الحادث المنكر سيتوجب علينا جميعاً أن نكون يداً واحدة، وصفاً متراصاً حول القيادة الرشيدة الراشدة، للدفاع عن الحمى، والمحافظة على المقدسات، والأعراض، والأرواح.
* تفاعلاً مع الحدث جادت قريحة الشاعر عبدالمجيد العُمري بقصيدة رائعة، عنونها بـ»خوارج العصر»، جاء فيها:
خوارج العصرِ أهل الزيغ والدجلِ
من خالفوا الدين في علمٍ وفي عملِ
المفسدونُ بأرض الله إنهم
قد كفروا الناس من جهلٍ ومن خبلِ
من استباحوا دماء الناس في سفه
وخالفوا نهج خير الخلقِ والرسلِ
الجاهلون بأمر الدين ليس لهم
حظ من الدين بل هم مجمع الهملِ
لا دين يمنعهم لا عقل يرشدهم
ربوا على السلب والتقتيل والغيلِ
كم عاهدونا! وكم عادوا لخبثهم!؟
كانت مواثقهم تطوى على الدغلِ
لا يوثقون بعهد أو مصالحة
أهل الخديعة في حلٍ ومرتحلِ
الخائنون ولا عهد لهم أبداً
خانوا الأمانة خانوا العهد بالحيلِ
الكذب شيمتهم والغدر عادتهم
وفي الخديعة أقطاب بلا جدلِ
لا بارك الله فيهم أينما نزلوا
عاشوا كما (....) في نتن وفي وحلِ
من ملة الدين والإسلام قد مرقوا
وفي الجهالة صاروا مضرب المثلِ
قد شوهوا الدين في أعمالهم وجنوا
على التدين أهل السوء والدجلِ
وقد أساؤوا لأهل الدين ويلهم
فهل يقاس كرام الناس بالسفلِ؟