(برق تلالا.. قلت عز الجلال
واثره جبين صويحبي واحسبه برق)
جميل هذا التمازج والتزاوج بين المطر والحب بين البرد وهو أجمل وأقسى معطيات الشتاء وبين الدفء وهو أجمل وأهم هدايا الحب.
وبرد الشتاء ودفء الحب أكبر وأهم من مساحة الخيال العادي عند الناس.. أكثر الناس. البرق أول وأهم سفراء المطر.. هو جبين السحابة وعطرها وألقها، وجبين الحبيبة هنا سحابة ثرة وطوفان من النور، وهو أزهى وأبهى من البرق، والدليل هذا الإحلال الجمعي المستوحى من فداحة الخلط لدى الرائي، و(عز الجلالا) دعاء وإقرار بعظمة من أودع الجمال في كلتا الصورتين.
هذا التوفيق الواثق لدى الشاعر جعلنا نقتنع بكل ما في حبيبته من جمال وسمو.. وقد أزاح ما نعرف وأحل مكانه ما لا نعرف بدون أن يستجدي قناعاتنا أو يلوي أعناقنا أو يفرض علينا ما لا نريد.
(قالوا: مثل مبسم هيا.. قلت لا..لا
بين البروق وبين مبسم هيا فرق)!
الآن اشتعل حطب الأحاسيس العطشى.. وتلظى الحب
وأصبحت الأشياء أقرب إلى الصدق منها إلى أي شيء آخر. (قالوا) السؤال هنا مفتوح خارج الزمان والمكان.
ومبسم (هيا) هو أجمل وأخطر ما يمكن أن نتفق أو نختلف عليه.. هو بالنسبة لنا ولـ (هيا) عاصمة الجسد.. والمرفأ الأهم.
(بين البروق وبين مبسم هيا فرق) والفرق لصالح مبسم هيا. فالمقارنة معدومة رغم وجودها.. ومنفية رغم إحلالها.
أجدني منحازا بلا حدود لكل شاعر يتيقن بأن الأسئلة هي سنام الشعر ومؤشر التميز والصدق.
وقبل ذلك وبعده هيا اسم نجدي جميل يترنم به اللسان بشوق وتتلقاه الأذن بلهفة.
الأبيات من قصيدة مشهور للكبير/ محسن الهزاني رحمه الله