بعد هدوء الصراع الذي دار بين أنصار القصيدة التقليدية وأنصار القصيدة الجديدة اتضحت منذ منتصف التسعينيات الميلادية معالم وملامح النص الشعبي الجديد.. وأخذ مساره الصحيح والمنطقي فأصبح نصًا مرنًا ومثقفًا انحاز له كثير من المجددين وعدد لا يستهان به من عشاق اللون التقليدي في الشعر الشعبي.
النسق الجديد الذي سار عليه أغلب الشعراء الشباب واتفقوا عليه عن قصد أو دون قصد هو كتابة النص الشعبي بلغة ثالثة مفهومة مع الاحتفاظ ببعض خصوصية المضامين ويكون التجديد في اللغة والصور والأفكار.
هذا الشكل الجديد للقصيدة الشعبية نقلها لشرائح وأوساط محبة للشعر ومتذوقة له خارج بيئته في الجزيرة والخليج العربي بحيث تجد المصري والسوري والتونسي وبقية مواطني الدول العربية يقرؤون النص الشعبي الخليجي بوضوح ووعي ويفهمونه فهمًا جيدًا بفضل لغته السلسة ومضامينه الجميلة بل ويتناوله بعض النقاد في بعض الأقطار العربية نقدًا وتشريحًا مما يعني فهمهم له وتفاعلهم معه.
هذه الطفرة الجميلة للنص الشعبي لم تقلل أبدًا من النص الغارق في التقليدية والمنحاز لها طالما كتبه شاعر حقيقي يفهم الشعر ويحترمه.. الفرق فقط أن النص الحديث في الكثير من نماذجه تجاوز الإقليمية وكسر حدود الجغرافيا ليطير خارج محيطه.. بينما بقي النص الكلاسيكي بشموخه وهيبته داخل بيئته فاعلاً ومتفاعلاً مع شقيقه النص التجديدي ويبقى معيار الشعر والإبداع أهم مقاييس الجودة ومحطات الخلود.
النص الشعبي بطبيعته مرن وقابل للتطور والثقافة والاطلاع وسهولة التواصل مع الآداب الأخرى محرضات للتطور والاتساع.
خطوة أخيرة: لـ(سليمان المانع)
في ضلوعي طفل لامن جاع أغني
وأجرح الدنيا بنظرات الذهول
انقسم ثلثين إنس وثلث جني
وأترك الصرخة تقول وما أقول