تعرفت على الشاعر الجميل والإنسان الأجمل عاقل الزيد قبل وفاته - رحمه الله - بما يزيد على العقدين من الزمن.. التقيته في مناسبات عدة وأزمنة وأمكنة متفرقة، وتحدثت معه عن العديد من القضايا الأدبية ذات العلاقة في ساحة الأدب والشعر الشعبي، وفي قضايا أخرى ذات أبعاد إنسانية جميلة، فوجدت أبا سلطان - رحمه الله - يحمل قلباً أبيض، لا يعرف إلا الحب والوفاء والتسامح.. لست وحدي من أحب عاقل الزيد الإنسان والشاعر؛ فالكثيرون غيري وجدوا في قلب هذا الرجل مساحة كبيرة من الحب والتقدير، تتسع لهم ولغيرهم، ووجدوا في فكره آفاقاً رحبة للحوار والجدل المثمر البنّاء.
عاقل إضافة لشاعريته الأصيلة الجميلة خاض التجربة الإعلامية بنجاح واقتدار؛ إذ أشرف على ملف الشعر الشعبي في مجلة فواصل، كذلك أشرف على صفحة الشعر الشعبي بجريدة المسائية.. وقدم في فواصل والمسائية عملاً إعلامياً ناجحاً، استثمر فيه علاقاته الوثيقة مع مختلف نجوم ساحة الشعر الشعبي؛ ما مكَّنه من تقديم مادة إعلامية متميزة.
للراحل أبي سلطان إسهامات إعلامية أخرى، لكنها أقل مساحة وزمناً مما سبق.. وله مواقف وفاء جميلة، يعرفها من تعامل معه، أو كان بالقرب منه.
وعاقل شاعر جميل، تعبق قصائده بالعذوبة والمشاعر الجميلة.. كتب في أغراض عدة، وأجاد فيها..
بعد وفاة عاقل الزيد هاتفني أحد الإعلاميين القريبين منه، وأفادني بأنه عازم على جمع قصائده، وباركت الفكرة، وشكرته عليها.. لكن السنين مضت، ولم تتحول الفكرة إلى واقع.. فمثل هذا الشاعر الجميل من المؤسف أن تضيع قصائده أو تبقى متناثرة في الإنترنت.. فمن يحقق هذا الأمل؟
رحم الله عاقل زيد العنزي وجميع موتي المسلمين.
خطوة أخيرة لـ(عاقل الزيد) رحمه الله:
يا ليتني لاطحت لاطحت لاطحت
ما أطيح عند اللي تمنى مطيحي