لم يكن الأخضر سيئاً في لقائه الأول أمام الصين خصوصاً في الشوط الثاني من المباراة.. فلم يستحق الخسارة على الإطلاق لكنه بالمقابل لم يكن يستحق أيضاً أن ينتصر.. فهو لم يقدم الكثير على المستوى الهجومي.. وكانت محاولاته خجولة.. ويبدو أن اهتمام كوزمين المعتاد بالنواحي الدفاعية وهو ما فيه أجاد.. غلب على الشق الهجومي علاوة على تأخر تغييراته حيث لم تمنح كل تلك الأمور أكثر مما كان .. ولذا كانت سرقة هدف من شباك وليد عبد الله كفيلة بخروج المنتخب خالي الوفاض من النقاط في أولى الجولات.
وغداً يلتقي الأخضر المنتخب الكوري الشمالي في مباراة لا مجال فيها للتفريط.. فخسارة الأخضر ـ لا قدر الله ـ تعني وداعه المبكر لأستراليا.. في حين أن تعادله تجعل حظوظه مرهونة فيما يقدمه المنافسون.. ولذا فكم أتمنى أن يكون الحضور غداً امتداد لما قدم بالشوط الثاني أمام الصين.. مع زيادة جرعة الجرأة بالأمام واللعب بمهاجمين بدل من الاكتفاء بنايف.. وهو من عانى من العزلة في اللقاء الأول واعتمد في كثير من المواقف الهجومية على مهارته أو إعادة الكرة للخلف.. وبظني فالفريق الكوري هو أقل فرق المجموعة مستوى.. ومهاجمته منذ البداية كفيلة بهد حصونه الدفاعية.. والخروج بنتيجة إيجابية.. والحذر كل الحذر من التأخر بالحسم فمثل تلك الفرق تزداد ثقتها كلما تقدم الوقت.. بل وربما تفاجئك بهدف تسرقه في نهايتها كما حدث في لقاء التنين الصيني.
أما آخر جولات الأخضر فستكون أمام أوزباكستان.. الفريق الأقوى عطفاً على ما قدم في الجولة الأولى.. ولذلك فإنهاء لقاء كوريا الشمالية بالفوز هو المهر الأكبر للتأهل.. أما الانتصار على الأوزبك فهو بلا أدنى شك إعلان الانتقال للدور الثاني.. والتقدم خطوة كبرى ليس على الصعيد الفني فقط.. بل وحتى على الصعيد النفسي.. وهي المعضلة الكبرى حسب وجهة نظري لدى اللاعبين وحتى المسئولين ولا استثنى من ذلك الجماهير.. ما أحوجنا للتقدم بلا عثرة.. والإجادة بالخطوة.. وعندئذ أراهن بأننا سنرى منتخباً مختلفاً سيكون مؤشره أخضراً بامتياز.. يارب.
لا تقسوا على نايف هزازي
سنت بعض الأقلام رماحها على نايف هزازي بعد إضاعته لركلة الجزاء أمام الصين.. وشنت بعض الصحف والبرامج هجوماً لاذعاً تجاهه بحجة أنه ليس المكلف بالتسديد.. قبل أن يخرج كوزمين ويعلنها صراحة بأنه حسب جهازه المعاون فنايف هزازي هو الأول في قائمة المسددين عند الحصول على ركلة جزاء.
وبالتالي سقطت ورقة التوت عن أولئك المنتقدين.. والذين كنت أتمنى منهم بدلاً من نصب المشانق للاعب أن يتم الشد من أزره.. وهو اللاعب الذي أصبحت حظوظ الأخضر مرهونة بما يقدم عطفاً على تواجده وحيداً بقائمة المنتخب مع محمد السهلاوي.. كما أن هنالك أمر قد يخفى على الكثير وربما لم يتنبه إليه أغلب المحللين وهو أن الهزازي نايف لم يشارك أساسيا في أي لقاء منذ أكثر من 73 يوماً بعد إيقافه من لجنة الانضباط.. وجلوسه احتياطياً في دورة الخليج.. وهو ما أثر ربما على حساسيته في التنفيذ وهو الأمر الذي كان يجب أن يتنبه إليه الجهاز الإداري ويقوم بإيصال تلك المعلومة للمدرب.. أخيراً، ننتظر الصقر غداً ليحلق في سماء أستراليا.. ومتأكد أنه سيعود بأثمن الغنائم أمام كوريا وأوزباكستان.
نقاط محلية
- يحسب للفريق الأهلاوي عدم المكابرة في إعادة برونو سيزار.. وعدم الالتفات لتصريحات اللاعب عند مغادرته بتقليله من القلعة.. فمصلحة الفريق أهم من العناد.. ولاعب كهذا سيضيف قوة للفريق تسهم في تقديم صورة مميزة على الصعيد الهجومي.
- لازال الفريق الاتحادي يواصل ضرباته التعاقدية خارجياً بتعاقداته من رومانيا وبولندا والعراق.. وكل ذلك في سبيل إصلاح ما يمكن إصلاحه من عمل الصيف الذي لم يكن موفقاً.. وأعتقد أن العميد سيكون بعد الشتاء بثوب مختلف يسعد محبيه ويخيف الخصوم.
- حسناً فعلت إدارة الشباب بتعاقدها مع ابن الشمال موسى الشمري.. فاللاعب على صعيد الأرقام مميز جداً هذا العام.. إضافة إلى أن الدكة الهجومية بعد تسريح مهند عسيري وزملائه أصبحت بلا خيار مقنع.. غاية ما ينتظره محبي الليث هو الإسراع بالتعاقدات الأجنبية والمحلية للفريق الأساسي وليست فقط لتدعيم الدكة.
- يحسب للإدارة الهلالية حسمها السريع وبلا ضجيج بالتوقيع مع محمد جحفلي وبرأيي المتواضع فهو أحد أهم المواهب في منطقة الدفاع فضلاً على لاعب وسط الرائد فيصل درويش.. لكن بالمقابل لازال ملف المهاجم الأجنبي لم يغلق بعد.