أسدل الستار على الدور الأول من دوري جميل.. ووضع كل فريق حساب عمله السابق في ميزان التقييم.. بعدما سطت الشمس النصراوية على غيوم الفرق الأخرى.. وقدمت أشعة من المتعة أسرت الجميع بهذا الأداء البديع.. ليكون النصر هو الحاضر وبقية الفرق أشبه بضيوف الشرف.. ولعل المتتبع لما سبق من جولات.. وما قدم من مباريات.. يلحظ على الفرق المتنافسة ما يأتي:
- النصر: تصدر باستحقاق.. وكانت ورقة الدكة هي الرهان.. في الملعب نجوم.. وعلى المضمار مثلهم.. عندما يتثاءب نجم يطل آخر ليقدم الأفضل.. لتكون فعلاً مقولة النصر بمن حضر حقيقة يثبتها الميدان وتبرهن عليها المباريات.. أخفقت الإدارة باختيار كانيدا فلم تكابر رغم التصدر واستبدلته بالخبير ديسلفا.. وتواضع مستوى أغلب الأجانب لكن لم يلحظ أحد ذلك بسبب الزاد البشري الذي يقيل عثرة الأخطاء ويقدم أجمل أداء.. ليتقدم الفريق جولة بعد أخرى وحتى عندما سقط أمام الأهلي سرعان ما عاد.. كعادة الكبار الذين لا تسقطهم الضربة بل تقويهم.
- الأهلي: وصيفاً بجدارة.. هناك عمل جبار من الإدارة.. تدارك الأخطاء بسرعة هي الديدن.. ومعالجة المواقف بعجالة هي العنوان.. لم يقدم النيجيري إسحاق أي مستوى فتم استبداله بلا تردد.. وسقط منصور الحربي مصاباً.. فكان التحرك مباشرة لسد الخانة فاستقطب المصري عبد الشافي والذي قدم مستوى كبيراً تفوق فيه حتى على سلفه.. لتبقى صفحة الفريق ناصعة البياض من الخسائر وليستحق أن يكون المنافس الشرس للمتصدر.
- الشباب: ثالثاً رغم الصعاب.. تصدر لفترة وتدحرج ثانياً ليستقر ثالثاً.. الأخطاء المتتالية حجبت صورة الفريق وعطلت مسيرته.. بدءاً من المخالصات غير المدروسة مروراً بالخيارات التدريبية وليس آخراً بما قدمه الأجانب، حيث خذل رافينها محبي الفريق ولم يقدم بارك سوى هدفه بالهلال في حين كان خطاب احتياطياً في أغلب أحيان.. وكان روجيرو الأفضل رغم أنانيته.. وعلاوة على الخيارات الفنية لم تقدم الأسماء الإدارية الكثير.. فنائب الرئيس ظهر فجأة ورحل.. ومدير الكرة ينقصه الكثير ليعمل.. وحتى بعض أعضاء الإدارة هناك من كانت عضويته حبر على ورق.. ما يحسب للفريق أنه لم يبتعد في سلم الترتيب رغم كل ما سبق.
- الهلال: رابعاً مع استغراب.. فالزاد البشري متوفر.. ونوعيته مميزة.. وحتى تنوع المراكز موجود.. لكن صدمة الخروج الآسيوي أفقدت الفريق اتزانه.. فلم يقوى على الوقوف على قدميه في الدوري واستعان بعكاز لقاء الاتحاد في كأس سمو ولي العهد ليخمد قليلاً من جذوة الغضب لدى محبيه.. مراكز الأجانب رغم أسمائهم لم تخدم الفريق.. فاستنفاذ ثلاث خانات بمراكز دفاعية جعل الفريق يدفع الثمن غالياً عندما صام ناصر الشمراني وتوارى نيفيز وأصيب ياسر القحطاني.. علة الفريق الكبرى في عناد مدربه الذي يصر على ذات الطريقة سواءً في مباراة نهائية أو حتى ودية.. في لقاء يحتاج للهجوم أو للتراجع للدفاع.. ذات المنهجية يتخذها مهما اختلفت الظروف وهي جعلت الفريق يدفع ثمن ذلك غالياً في الكثير من اللقاءات.
- الاتحاد: خامساً بعد الصدارة.. في أول سبع جولات كانت العلامة الكاملة هي حصيلة مبارياته.. ليتصدر الفرق بجدارة.. لكن مع أول هزة بالخسارة أمام النصر أصبح الفريق يعاني الترنح.. مدرب فثاني ثم ثالث.. وفشل ذريع في الأجانب فلم يثبت نفسه سوى ماركينهو.. عدا ذلك فالفريق عانى الأمرين.. وزاد على ذلك الخروج عن النص من حارسه لمرتين.. ليكون تفاوت مستوى لاعبيه الصغار الشعرة التي قصمت ما تبقى.. فاللاعبون يظهرون بشوط ويختفون في آخر.. يتجلون في مباراة لنبحث عنهم في الأخرى.. لذا لم نستغرب أن يخسر أربع مرات في آخر ست جولات.. ويستقر به الترتيب في المركز الخامس.
- الفيصلي وهجر والتعاون: قدم الأول مستوى مميزاً في أول الجولات حتى وصل به الترتيب للأربع الأوائل لكن خذله ضغط المباريات وقلة الخبرة.. في حين أن هجر يحسب له أن استفاق من صدمة سداسية الأهلي في أول جولة ليعود ويقف على قدميه ويستقر به المطاف سابعاً، بعدما فاز على غريمه التقليدي الفتح وتعادل مع الهلال.. أما التعاون فبعدما بدأ الموسم بمستوى باهت فلم يحقق سوى ثلاث نقاط من ست جولات عاد لينتفض، فأوقع بالليث أولى خسائره واتبعه بالاتحاد ليكون ثامناً وربما في القادم وعطفاً على ما يملكه من لاعبين فسيتقدم في الترتيب.
- نجران والفتح والعروبة والخليج والشعلة والرائد: معركة الهبوط الطاحنة ربما هؤلاء هم فرسانها وقد يشاركهم هجر إن لم يتنبه لبعض الأخطاء.. نجران عليه الاستفادة من ملعبه.. والفتح ليسأل نفسه أين هم أبطال الدوري.. والعروبة عمل يحتاج لترجمة.. أما الخليج فعليه معرفة أن جميل مختلف عن ركاء.. وللشعلة أقول: ليس كل مرة تسلم الجرة.. أما الرائد فست نقاط بآخر جولتين حفظت ماء وجه الفريق الذي لم يحصل سوى على نقطتين في 11 جولة.
خاتمة:
تذكروا هذه المقولة جيداً.. لا تتوقف الحياة بسبب بعض خيبات الأمل.. فالوقت لا يتوقف عندما تتعطل الساعة.