فور حصول شبكة MBC على حقوق النقل التلفزيوني للدوري السعودي قامت باستحداث قنوات PRO SPORT.. وبشرت أنه بهذه المجموعة ستكون التغطية مميزة.. ويكون العمل مختلفاً عن كل تغطيات الدوري في السنوات السابقة.. بل واختارت عبارة (بيت جديد .. للكرة السعودية) ليكون شعاراً لتلك القنوات.. وهو الشعار الذي بعث على التفاؤل والأمل بتغطية غير مسبوقة وفريدة.
لكن ما حدث على أرض الواقع كان مخالفاً تماماً لتلك التطلعات.. فبيت الكرة السعودية أصبح غرفة واحدة فقط.. غرفة يتواجد فيها المقدم عبدالعزيز البكر والمحللان خالد الشنيف ومحمد السويلم، وتم إضافة أخيراً الكابتن محمد عبد الجواد.. مباراة في العصر ذات الوجوه تحلل.. لقاء بالمساء ذات الأشخاص بلا ملل.. يحللون ثلاث مباريات أحياناً بوقت واحد دونما احترام لوعي المشاهدين.. والمشكلة الكبرى أن لا جديد يذكر.. فخالد الشنيف استوطن ركن الأندية الجماهيرية فأصبحت آراؤه المنطقية سابقاً تتأثر بصخب المدرج.. أما محمد السويلم ففي قاموسه أربع أو خمس جمل يصافحنا بها في كل لقاء.. ويبقى الحكم على الكابتن محمد عبد الجواد غير منصف لحداثة تجربته مع غرفة الكرة السعودية.
أما عدا هذا البرنامج وتلك الغرفة فلا تجد سوى القحط في تلك القنوات.. فلا برامج ولا تغطيات.. ولا حتى أحاديث جمهور أو فعاليات.. التمسنا العذر في بداية الموسم وقلنا ربما بسبب تأخر أخذهم لحقوق النقل.. لكن بات الحديث هذا مردوداً على قائليه بعد خمسة شهور.. تخللها فترتا توقف كان يمكن أن يصنع بيت الكرة السعودية الكثير من البرامج ويفتتح العديد من الغرف.. حتى أن أغلب المتابعين ورغم انتقادهم للقناة السعودية الرياضية سابقاً إلا أنهم يذكروها الآن بالخير.. ففي الظهيرة كان هنالك برنامج وفي المساء برنامج.. وبرامج أخرى عن التكتيك وثانية عن التحكيم وثالثة عن ردود الفعل.. فأين برو سبورت عن كل هذا؟!.
أخيراً، من يقدم أعذاراً معلبة وتبريرات باردة لهذه التغطية الخجولة والتي تدار بأستديو واحد .. فعليه فقط العودة قبل أقل من شهر ليتعرف كيف كانت القنوات تغطي دورة الخليج.. تخيلوا أن قناة الدوري والكأس مثلاً خصصت أكثر من 15 برنامجاً وبساعات بث تصل إلى 18 ساعة يومياً لتغطية بطولة لم تستمر سوى أسبوعين.. وأعتقد أن تغطية يوم واحد فقط من هذه القناة ربما تكون أكثر مما قدم من قنوات برو سبورت منذ أول جولة بالدوري وحتى الآن.. أليس هنالك احترام للمشاهدين؟!.
من هنا وهناك
- فوز الشباب على الاتحاد يجب ألا ينسي الإدارة المستوى المخجل الذي ظهر فيه الفريق.. فلم يصنع طوال المباراة سوى هجمة الهدف.. في مشهد لم أره منذ سنوات للفريق الهجومي الممتع .. حيث أصبح الفريق متقوقعاً في مناطقه وكأنه يلاقي البرازيل لا الاتحاد.
- تصريح رئيس لجنة الانضباط عبر الجزيرة بأنه تم إرسال خطاب للفيصلي حول حادثة الإداري مع حسين عبد الغني ثم نفي المدلج لذلك باليوم التالي.. ليعقبه بعد ذلك صمت مطبق عن الحادثة والتي لم تكن بتصوير جوال لأشخاص ولا تحتاج لقراءة شفايف بل كانت بصوت مسموع من الناقل.. كل هذا يؤكد أن لجنة الانضباط تمارس (البحلقة) في حالات.. وتكون عوراء في حالات أخرى.. في حين تفضل لعب دور الأعمى هرباً في أهم الحالات.
- أرضية ملاعبنا هي أسوأ ما يمكن أن يقدم كوجه لرياضتنا.. فقط عودة للقاءي الجمعة والسبت في أكبر ملعبين تجعلك تتساءل: أين الصيانة لتلك الأرضيات؟ ففي لقاء الاتحاد بالشباب على الجوهرة كانت أرضية الملعب أشبه بإسطبل خيل.. في حين كان ملعب الدرة وكأنه ملعب استراحة يعاني الجفاف.. جولة واحدة للمسئولين في ملاعب الإمارات أو قطر حتماً ستصيبهم بالخجل.
- إذا ما علمنا أن مرعي العواجي هو أكثر حكم أدار مباريات في دوري جميل .. حينها ندرك كم من المآسي التحكيمية نعيشها .. ومعها ندرك لماذا التحكيم محلك سر، بل هو إلى أسوأ مستوى منذ سنوات.. ومع هكذا قيادات متتالية للحكم الأسوأ وسط مباركة من رئيس اللجنة ندرك أن كل الانتقادات وحجم الكوارث لم تلتفت إليها لجنة الحكام.. وكأنها تقتل نفسها بأدواتها.
- قصات الشعر والقزع تغزو رؤوس اللاعبين هذه الأيام وسط صمت مطبق من الحكام.. فإما أن قانون المنع نقض وهو لم نسمعه.. أو أن أمزجة وأهواء الحكام ولجنتهم هي المعيار.. فإن أرادوا التطبيق حملوا المقص.. وإن رغبوا التجاهل تغافلوا عن الخروج عن النص.
- إذا ما صدقت أنباء عمل كوزمين مدرباً للمنتخب في آسيا فهو خيار جيد.. عطفاً على رداءة الموجودين في الدوري المحلي.. ولكن السؤال بعد هذه السنوات من الرحيل.. هل يملك الروماني دراية كاملة باللاعبين ومستوياتهم الآن؟ أم سيعتمد على اعتبار ما كان قبل سنوات، وهنا إن حدث فهو مشكلة أو أنه سيلجأ لمسئولي الاتحاد في ذلك، وعندئذ ستكون المصيبة أعظم.
قبل النهاية
قبل أي لقاء للشباب بالنصر تخرج إشاعة انتقال أحد لاعبيه.. المفارقة أن ذاك اللاعب الذي تتردد حوله الإشاعات يسجل بالمرمى الأصفر.. وكأنه ينفي الإشاعة بطريقته الخاصة.. ومع هذا لازال البعض يردد تلك الإشاعات، والأغرب أن هناك أيضاً من يصدقها.. عجبي!!.