هل يمكن لمجزرة جريدة شارلي إيبدو التي هزّتْ أركان جمهورية فرنسا وبقية دول العالم الديموقراطية وغير الديموقراطية، صباح الأربعاء الماضي، أن تتحوّل إلى قضية محلية، ذات مساس بالشأن العام؟!
نعم، ممكن. فالشباب الذين ارتكبوا هذه الجريمة، تم غسل أدمغتهم بمياه الدين، وتم تجنيدهم بمعسكرات الدين، وتم تدجيجهم بأسلحة الدين، على أساس أنهم مشاريع شهادة، في حرب لله وللرسول صلى الله عليه وسلم. وكل هذا لم يكن جديداً أبداً. فنحن في المملكة، منذ أفغانستان وحتى اليوم، أبرز ضحايا مشروع ما يسمّى بفكر الجهاد. والكثيرون لا يرغبون في الحديث عن حجم المؤامرات، وعن من هو متورّط في عمليات التجنيد، فلا ذنب للأبرياء الذين مزّقت أجسادهم متفجرات الإرهاب، بكل هذه السيناريوهات. ويظل الذنب في النهاية ذنبنا كمؤسسات وأفراد، إذ تركنا هذه الظاهرة تنمو، إلى أن صارت سمة تَسِمُنا، وتحمِّلُنا المسؤولية عن كل عمل يستهدف المدنيين لتحقيق أجندة سياسية لدول أو منظمات، تحت غطاء الدين، الذي لم يسلمْ مِنْ أحد، لا من المتآمرين السياسيين، ولا حتى من المرتزقة الذين يبيعون ويشترون به، على المنابر وعلى قنوات التلفزيون وفي مواقع التواصل الاجتماعي.
لقد انتهى المطاف بنا كأفراد، إلى حال لم يمر بها الإنسان من قبل، فكل منا مهدّد بالموت من قِبل من يدّعي أنه يرفع شعار الإسلام، دين الحياة والتسامح والتعايش والوسطية وقبول الآخر والإحسان له.