الدمام - عبير الزهراني:
ارتفعت أسعار الحطب بنسبة 20 % بعد موجات البرد التي شهدتها مناطق المملكة. وعزا العاملون في السوق سبب هذا الارتفاع إلى موجة البرد التي تشهدها المملكة خلال هذه الأيام. وأكد لـ»الجزيرة» الدكتور خالد الفهيد وكيل وزارة الزراعة أن من أهم أسباب ارتفاع أسعار الحطب هي زيادة الطلب عليه؛ وذلك بظاهرة انتشار الاستراحات ومشاب التدفئة داخل المنازل وزيادة التنزه، إضافة إلى كثرة المطابخ التي تستعمل الحطب، ويقابلها محدودية مصادر الحطب وزيادة الجهد في توفيرها عما قبل. كما أن الزيادة تكون موسمية لقرب الشتاء. كما يُعزَى أيضاً سبب ارتفاع أسعار الحطب إلى المنع الحالي من بيعه، وإلى تأثير العقوبات المترتبة على ممارسة الاحتطاب وبيع الحطب والفحم المحلي.. وقد يكون راجعاً كذلك إلى الجهود المبذولة لمكافحة الاحتطاب المحلي، الذي يعمل بشكل مباشر - للأسف - على تدمير الغطاء النباتي.
وعن أهم الإجراءات التي تقوم بها وزارة الزراعة من أجل الحد من الاحتطاب الجائر قال الدكتور خالد الفهيد: تقوم وزارة الزراعة ضمن منظومة من الجهات الحكومية بالمواصلة في التشديد على منع الاحتطاب وبيع الحطب والفحم المحلي، بالتعاون مع الجهات المعنية وزيادة الوعي البيئي لدى فئات المجتمع كافة؛ وذلك للأضرار البيئية من جراء الاحتطاب وتدهور الغطاء النباتي الطبيعي، والمساهمة في تغيير ثقافة المجتمع لاستخدام المستورد بديلاً للمحلي؛ فالوزارة تشجع الاستيراد دون شروط أو قيد؛ إذ تم إعفاء الحطب والفحم من الرسوم الجمركية، كما أن هناك موافقة من صندوق التنمية الزراعية لدعم الجمعيات لاستيراد الحطب والفحم. والمعوقات التي تواجه المستوردين هي المنافسة الحادة مع المحلي، وثقافة المستهلك التي تحبذ الحطب والفحم المحلي، لكن الوزارة تقدر دور المواطن والمقيم في دعمهم وحرصهم على مؤازرة جهود الوزارة في منع الاحتطاب، ومنع بيع الحطب والفحم المحلي، إضافة إلى الحد من تأثير منافسة المحلي للمستورد من خلال تشديد العقوبات، وتقليل المعروض من المحلي في الأسواق، والحرص على تشجيع المستوردين على استيراد أنواع جيدة وقريبة من مواصفات المحلي، وبأسعار مناسبة.
وأضاف: ندرك جميعاً خطورة الاحتطاب الجائر ومخالفة الأنظمة في هذا المجال، والأثر السيئ المتوقع على الغطاء النباتي في المملكة، كما ندرك أيضاً توافر الأدوات التي تساهم في توفير الخدمات التي كان من أجلها يستخدم الحطب في الماضي، مثل أدوات الطبخ والتدفئة وتسخين الماء.. ووزارة الزراعة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة ستواصل - بمشيئة الله - منع هذا الإجراء الخاطئ من ضعاف النفوس، سواء من مواطنين أو مقيمين. وندرك أيضاً أن الحلقة لن تكتمل إلا بتعاون الغيورين من المواطنين والمقيمين للمساهمة في مكافحة التصحر، وللمحافظة على الغطاء النباتي في مناطق المملكة المختلفة.
وتابع: لعل الجميع يتابع ما يتم من جهود لوزارة الزراعة بالتعاون مع الجهات الأمنية والبلديات لضبط المخالفين ببيع الحطب المحلي، وكذلك الفحم المحلي. والوزارة في الوقت نفسه تشدد الإجراءات على المخالفين بتطبيق غرامة قدرها 10 آلاف ريال على الطن، وتعمل على تسهيل إجراءات الحطب المستورد من مختلف قارات العالم. ووزارة الزراعة تحرص على فتح قنوات التواصل مع الشركاء في مجال المحافظة على الغطاء النباتي، وستقيم - بمشيئة الله - في منتصف شهر ديسمبر القادم لقاء مفتوحاً معهم، بحضور معالي وزير الزراعة، للتعرف على الآليات المناسبة التي تساهم - بمشيئة الله - في المحافظة على الغطاء النباتي.