لا أكاد أصدق أنه يوجد بين الشعراء من يجمع قوافيه ويجهزها قبل الشروع في كتابة القصيدة!.. نعم هناك من يكتب قوافي الصدر وكذلك قوافي العجز وبعد أن ينجز هذه المهمه تنصرف اهتماماته لكتابة قصيدته!
وعند بدء الكتابة يختار من القوافي الجاهزة ما يناسب الصدر والعجز لكل بيت حتى يختتم قصيدته!.. بل لعل هذه الفئة من الشعراء تبني القصيدة كلها وفق القوافي المختارة بحيث تكون القافية هي الأصل والأساس.
وهناك فئة تكتب البيت الأول من القصيدة ثم تتوقف عن مواصلة الكتابة من أجل اختيار وانتقاء كلمات تناسب قوافي أشطر القصيدة وبعدها تعود لمواصلة كتابة القصيدة.
الأمر غريب وغير مستساغ ويتنافى مع صلب رسالة الشعر لكنه يحدث من فئة من الشعراء أو المحسوبين على الشعر!
المعادلة هنا مقلوبة وتتمثّل بأن الشكل هو الأساس ومحور الاهتمام والمضمون يأتي في الدرجة الثانية بعكس المألوف والمفترض والواجب.
القصائد التي ينصب جل اهتمام كاتبيها على اختيار القواف أو حتى الاهتمام بالشكل بدرجة مبالغ بها تأتي باهتة وباردة وخالية من وهج الشعر وروحه وهي في غالبها قصائد شكلية براقة من الخارج خاوية من الداخل.
أجمل الشعر ماشع من الداخل وجاء غنياً بالمعاني والأفكار والصور الجميلة وتناغم هذا مع شكل جميل وجاذب.. الشعر فكرة ومعنى وصورة والصورة أهم بكثير من البرواز!
خطوة أخيرة: لـ(تركي الصخري)
بعض البشر عندي ولو زل غالي
وبعض البشر حتى عسل هرجته مر
من يوم يومي فوضوي لا مبالي
وش للعرب هذي حياتي وانا حر