شهدت مدينة الدمام ومحطة القطار في مدينة الرياض أغرب قصة هروب طفلَيْن من مدرستهما، وتوجههما إلى مدينة الرياض قادمَيْن من الدمام، ومستعملَيْن القطار.
مغامرة الطفلَيْن استغرقت ست عشرة ساعة من لحظة خروجهما من المدرسة وتوجههما إلى محطة القطار في الدمام، وركوبهما القطار المتجه إلى الرياض. وبعد اكتشاف أهلهما غيابهما أرشد عنهما أحد الركاب؛ ليتم التعرف عليهما في محطة القطار في الرياض، ويتم إعادتهما إلى أهلهما.
الطفلان يبلغان من العمر سبع سنوات، ويقطنان مع أهلهما في حي العمال في مدينة الدمام. لا أحد يعرف كيف خرج الطفلان من المدرسة، وتوجها إلى محطة القطار، ثم ركبا القطار وتوجها إلى مدينة الرياض!
وتبدأ قصة الهروب بعد الفسحة المدرسية، وهي لحظة اختفاء الطالبين محمد ويحيى اللذين لم يُشاهَدا في المدرسة بعد الفسحة؛ وتم البحث عنهما في كل مكان يخطر ببال المسؤولين في المدرسة وأهلهما. وقد انشغل أهل الطالبين في البحث عنهما وسؤال حارس المدرسة، الذي أفاد بأنهما هربا من خلال تسلقهما سور المدرسة العالي. كما أفاد أخو أحد الطالبَيْن بأن وقت هروبهما كان في الساعة التاسعة والنصف صباحاً. وهكذا أفاد أيضاً حارس المدرسة.
أهل الطالبين افتقدوهما في الظهر وقت الانصراف من المدرسة، وعندها توجَّه الأهل إلى الشرطة التي كثفت البحث عنهما، وتم مراجعة قوائم الحوادث، وذهب البعض إلى تفقد خزانات الصرف الصحي والبحث في المستشفيات. وبعد بحث مُضنٍ أجرت الشرطة اتصالاً بهم، تبلغهم فيه بأن أحد الموظفين أبلغ عن وجود طفلين في القطار المتجه إلى الرياض، وأنه جرى التنسيق لإعادتهما إلى الدمام. وقد تم تسليمهما إلى ذويهما يوم الأحد.
قصة غريبة ومثيرة، فالطالبان لا يتجاوزان سبع سنوات من العمر؛ فكيف يفكران بالهروب وركوب القطار والتوجه إلى مدينة أخرى..؟!!
هل الذي حرضهما على ذلك كان يمارس مزحة سمجة، أم كانت (بروفة) تعقبها تنفيذ عمليات خطف، من خلال تنظيم عمليات هروب لطلاب المدارس، ونقلهم إلى مدن أخرى، واستغلال هؤلاء الطلاب الهاربين في تجارة الأعضاء البشرية، أو حتى بتشغيلهم في التسول وغيرهما من الأعمال الأخرى، بل حتى الضغط على ذويهم بمطالب الفدى، مثلما يحصل في بلدان عديدة، حيث تتم العديد من عمليات خطف الأطفال للتجارة في الأعضاء البشرية، أو من قِبل عصابات التسول، ولابتزاز العوائل بالمطالبة بالفدية لإرجاع هؤلاء الأطفال الأبرياء.
عملية تدق جرس الإنذار؛ وتتطلب حذراً من المسؤولين في المدارس والأجهزة الأمنية، وقبل ذلك من الأهل الذين عليهم تنبيه أبنائهم بعدم الاستجابة لدعوات الأغراب وإغراءاتهم؛ حتى لا يكونوا عرضة للخطف والتغرير.