موسكو - سعيد طانيوس:
أعلن الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو أن مسألة انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) ستطرح على استفتاء عام خلال 5 أو 6 سنوات. جاء هذا التصريح خلال مؤتمر صحفي عقده في كييف بمناسبة توقيعه على قانون سنّه البرلمان يلغي وضع أوكرانيا الحيادي (عدم الانحياز).
وكان البرلمان الأوكراني (مجلس الرادا الأعلى) أقر قانون إلغاء الوضع الحيادي للبلاد الأسبوع الماضي. وينص هذا القانون على ضرورة تعميق التعاون مع حلف شمال الأطلسي. واعتبر وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس الثلاثاء 30 ديسمبر/كانون الأول إن مغازلة الأوكرانيين للناتو لا يساهم في تعزيز الأمن الأوروبي ولا في تسوية الوضع في هذا البلد. وأشار في حوار أجرته معه وكالة أنباء «إي بي إي» إلى أنه كان من الأجدر بكييف اتباع سياسة محايدة، مضيفا: «أنا واثق من أن مغازلة الأوكرانيين للناتو لن تحمل لنا أي شيء»، لافتا إلى أنه لا آفاق أمام كييف الآن للانضمام إلى الحلف.
وأوضح وزير التكامل والخارجية والشؤون الأوروبية النمساوي أن انتهاج سياسة الحياد في العموم، كما هو وضع النمسا، يناسب أوكرانيا أكثر، مضيفا «بالطبع يجب على أوكرانيا أن تتخذ قراراً سيادياً بشأن توجهها، وإذا اختارت طريق الحياد وطلبت مشورتنا، عندها سيكون شرعيا إرسال خبراء إلى هناك للمساعدة في هذا الشأن». ورأى كورتس أنه من المستحسن أن تعمل أوروبا وروسيا على التقارب في فضاء تكاملي، لافتا إلى أن «الاتحاد الأوروبي والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي يواجهان بعضهما إلى حد كبير.. وأنا أعتقد أننا سنربح فقط إذا ما عملنا على تقاربهما، حتى لا تضطر هذه الدول مثل أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا لأن تختار لصالح أحدهما، وكي تستطيع هذه الدول التقارب مع الاتحاد الأوروبي مع المحافظة في نفس الوقت على الصلات الاقتصادية مع روسيا».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أجرى الاثنين 29 ديسمبر/كانون الأول قد بحث خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير الأزمة الأوكرانية وسبل إيجاد حلول لها. وجاء في بيان للخارجية الروسية أن الطرفين واصلا بحثهما لتطورات الأوضاع في أوكرانيا على ضوء الاجتماع الأخير لمجموعة الاتصال بشأن الأزمة الأوكرانية في مينسك 24 ديسمبر/كانون الأول، وما تلاه من تبادل الأسرى بين طرفي النزاع المسلح.