التبرم والضجر والقلق والحزن سمات الشعراء الغالبة منذ أن عرف العرب الشعر إلى وقتنا الحاضر، وربما إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
الشاعر العربي سواء كان فصيحاً أو شعبياً اعتاد الحزن ومرادفاته في جل قصائده، وتفنن في رسم صور الحزن والألم ببراعة وإتقان، وكأنه أي الحزن هو الأصل والأساس، والفرح والبهجة حالات طارئة تمر سريعاً في مخيلة وحياة الشاعر ولا تستدعي رصدها والوقوف عندها وترجمتها شعراً.
لا أعرف هل حياة الشاعر العربي قاسية وبيئته أرض مساعدة لنمو هذه الغابات من الأشواك؟!.. وهل للصحراء بكل جفافها وقسوتها والمجتمع بكل سلبياته وإيجابياته دور مهم في ذلك؟!.. فهذا شأن علماء الاجتماع والنفس ومسلك النقاد وليس دور شاعر وكاتب مثلي زاده قليل عن هذه الظاهرة الكبيرة والمستدامة.
ما يسترعي الانتباه حقيقة هو إبداع الشاعر العربي لقصيدته حين يكون الحزن وقودها والألم باعثها والقلق مُحركها، فالشاعر العربي في الغالب والشاعر الشعبي ليس استثناءً.. إن تغزل وجدت قصيدته ملتهبة بالمواجع متجمّرة بالحنين ناضحة بالألم والحرقة.. وإن كتب في غرض آخر فلن يبتعد كثيراً عن هذه الأجواء الملبدة بالأحزان والشجن النازف.. وبعد: سؤالي أو أسئلتي باعثها الحيرة واستكناه الأسباب لأني في النهاية واحد من هؤلاء!.
خطوة أخيرة:
ليه الحزن بالشعر يكثر إعياره
ليه القصايد كلها نوح في نوح
ليه البكاء ليه الألم والمرارة
ليه الشعر دايم من الحزن له روح؟!
كل شاعر ٍينظم وضع باعتباره
ان الشعر ما يكتبه غير مذبوح
والشعر بحر ٍواسع ٍفي قراره
فيه البكا مسموح والضحك مسموح