وفقا لمحليات الجزيرة بتاريخ 7-2-1436 هـ فقد طالب سعادة المدير العام للشئون الصحية بمنطقة القصيم د. صلاح الخراز مدراء المستشفيات في المنطقة بتوفير الرعاية الصحية الكاملة للمرضى والمراجعين وفقا لأعلى معايير الجودة الصحية وبتركيز الجهود على تطوير مستوى الخدمات الصحية إلى ما يحقق مطالب وطموحات المواطنين. كما طالب مسئولي المستشفيات بتوفير جميع الأدوية وعدم التقصير في ذلك. وأكد اهتمام المديرية بتدريب وتأهيل التمريض السعودي لأنهم هم الذين سوف يكونون في المستقبل قادة التمريض في المنطقة..... إلخ.
ونشكر سعادته على هذه الاهتمامات البالغة الأهمية والتي تسر خاطر كافة المرضى والمراجعين وتكون دافعا لكافة العاملين في المستشفيات لتقديم أفضل ما لديهم من الخدمة للمرضى والمراجعين وحسب الإمكانيات المتوفرة لديهم لأن المستشفيات لا تملك صلاحيات توفير ماتحتاجه من الإمكانيات بنفسها وبخاصة الكوادر الطبية عالية الكفاءة والأجهزة الحديثة والأعداد الكافية من الفنيين ولكن الصلاحية في ذلك كله هي بيد الشئون الصحية. وأي نقص في هذه الإمكانيات يعوق المستشفيات عن تقديم الخدمة الصحية بأعلى المعايير وبخاصة نقص الاستشاريين في بعض التخصصات الذي يضطر بعض المستشفيات إلى إحالة الكثير من الحالات إلى المستشفيات المرجعية في بريدة التي تتوفر فيها وحدها المهارات الطبية والأجهزة الطبية الحديثة المتوفرة مركزيا في هذه المستشفيات. ويعتبر مستشفى الرس أنموذجا في تحويل الحالات. كذلك بالنسبة للأدوية فالمعروف أن المستشفيات لا توفر بنفسها حاجتها من هذه الأدوية ولكنها تعتمد على ما تزودها به إدارة الإمداد في المديرية وإذا كان لدى المستشفيات صلاحية شراء ما ينقصها من الأدوية فينبغي أن يكون ذلك معلوما لدى المواطنين الذين يضطرون إلى شراء ذلك بأنفسهم. وبالنسبة لجهاز التمريض السعودي فإنه لم يحض للأسف بما يستحقه من الاهتمام الذي يجعل هذه المهنة الشاقة مرغوبة ولا تكون كذلك إلا بإلزام جميع الفنيين والممرضين بأعمالهم الأساسية واستحداث حافز مالي قوي للجميع يكون في حدود 40-50% من الراتب يصرف فقط لمن يعملون في خدمة المرضى. ومثل هذا البدل من شأنه أن يكون حافزاً لهم على مضاعفة الجهد في خدمة مرضاهم والعناية بهم ودافعاً لزملائهم الممرضين غير العاملين في أقسام المرضى على العودة إلى هذه الأقسام من تلقاء أنفسهم وأنا أخص الممرضين بالذكر وإلا فهذا البدل يفترض أن يشمل جميع الفنيين الصحيين الممارسين الفعليين للمهنة. لكن الحاصل مؤخراً هو العكس حيث تم استحداث بدل بهذه الصفة تقريباً ولكن لبعض رؤساء الأقسام والإدارات الإدارية وشبه الإدارية وأكثرهم من الممرضين والفنيين الصحيين الذين تسربوا بأعداد هائلة طوال السنوات الماضية من أقسام المرضى والأقسام الفنية الأخرى للعمل خارج هذه الأقسام، فأين التشجيع لعصر التمريض السعودي في مثل هذا البدل الذي يحرم العاملين في خدمة المرضى ويكافئ غيرهم ممن طلقوا العمل في أقسام التمريض والأقسام الفنية الأخرى بلثلاث منذ سنوات.
أرجو أن تجد هذه الملاحظات ما تستحقه من اهتمام المسؤولين إذا كنا بالفعل نريد لعنصر التمريض السعودي على وجه الخصوص أن يكونوا قادة التمريض في المستقبل المنظور. وإذا كنا نريد أن نستغني عن أعداد كبيرة من عنصر التمريض غير السعودي الذين يسدون العجز الحالي الذي يزيد على 70% بسبب العزوف عن هذه المهنة من جانب العنصر السعودي لمشقتها وعدم إلزام الجميع بالممارسة الفعلية للمهنة وانعدام المحفزات.
محمد الحزاب الغفيلي - الرس