(لولا الصراع ما كان التقدم)!!.
هكذا يرى الفيلسوف الإغريقي هرقيلطس بأن «النجاح» يلد من رحم «الاختلاف».
لا أحد كرئيس الهلال في أيام مضت مختلفون حوله، مؤيد ومعارض وبينهما من تقرأ في حروفه نفس العبارة التي كتبها الشاعر الإيطالي دانتي على باب جهنم:
(أيها الداخلون اتركوا وراءكم كل أمل في النجاة)!!.
«الداخلوان» وليس «الدخلاء» واللي مو مصدق يسأل الشاعر الإيطالي أيش قصده؟؟.
لأن الهلاليبن عندهم حساسية مفرطة من «الدخلاء»!!.
وهذه عبارة أخرى كتبها الشاعر السعودي رئيس الهلال وعلقها على باب النادي:
(من ليس معنا فهو ضدنا)!!.
لم يوفق عبدالرحمن بن مساعد في تصريحاته الإعلامية الأخيرة بمهاجمة منتقديه وكأنهم أعداء له؟؟.
لغة رئيس الهلال في الأزمة الحالية هي نفسها التي تحدث بها الرئيس الأمريكي جورج بوش أثناء حربه على الإرهاب قائلاً:
(إن الدول التي ليست «مع» الولايات المتحدة فهي «ضدها»)!!.
لا يعقل أن من لا يتفق مع رئيس الهلال فهو ضده، مصادرة الرأي الآخر «وباء» يفتك بجسد أي إدارة.
هذا الثري الأمريكي «عاطل» هاليومين في مزرعته بولاية تكساس ويملك شيكًا مصدقًا بـ 81 مليون ريال فهل ستجعله يجلس مكانك يا «عبدالرحمن» كما وعدت أم أنت سوف تدير الهلال بعقلية «جورج»؟؟!!.
الهلاليون لا يريدون «بوش» الابن أن يرأسهم، بل هم يريدون «عبدالرحمن» أن يجمع مؤيديه ومنتقديه في قارب الزعيم معًا لكي يجدفوا سويًا من دون أي تصنيف، يا فخامة «الرئيس» من ليس «معك» فهو ليس «ضدك»، أنت وهم نفس فصيلة الدم «زرقاء» شركاء في الهلال!!.
في الأسبوع الماضي كانت لقطة الختام في مقالنا:
امنحوا رئيس الهلال وإدارته فرصة، فإنهم قريبون من «النجاح» أكثر من «الفشل»!!.
فرد علينا أستاذي الكبير الزميل أحمد الرشيد في مقاله قائلاً:
(زميلي المبدع إبراهيم بكري حلل الوضع الهلالي برؤية علمية تطبيقًا لما تعلمه في بلد الابتعاث بمجال تخصصه في الإدارة الرياضية وهي رؤية مبنية على معايير يقول: إنها لا تعتمد فقط على تحقيق بطولة وقام بقياس أداء الإدارة الهلالية وفقًا لتلك المعايير ومنحها درجة النجاح بغض النظر عن واقع الفريق ونتائجه ومع التقدير لهذه الرؤية العلمية التي بدت جميلة شكلاً إلا أنها موضوع انتهت في الهلال على طريقة «نجحت العملية لكن المريض مات»!!.
فالمعايير العلمية التي تحدث عنها زميلي كانت تحتاج إلى آلية دقيقة في التنفيذ، كما أنها كانت تحتاج إلى انضباط فني أكثر ومتابعة إدارية أكبر حتى تكون نتائجها مقبولة شكلاً وموضوعًا).
احترم رأيك يا صديقي - أحمد - حتى وإن اختلف مع ما نراه، يكفيني أن أجد مساحة من نبض حروفك في زوايتك الشامخة «بالمنشار»، شكرًا لاهتمامك يا الغالي.
لا يبقى إلا أن أقول:
إدارة الهلال نجحت في عزل «اللاعبين» عن الأزمة وتهيئتهم نفسيًا ليعود الزعيم لمستواه ويهزم الاتحاد في مباراة عنوانها العريض نفس ختام مقالنا في الأسبوع الماضي:
امنحوا رئيس الهلال وإدارته فرصة، فإنهم قريبون من «النجاح» أكثر من «الفشل»!!.
** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.