لا شك أن أصحاب المعالي الوزراء الجدد الذين انضموا لمجلس الوزراء هم - إن شاء الله - من خيرة كفاءات وطننا والذين نالوا ثقة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وهم - إن شاء الله - أهل لها لكن طموح المليك ونظرته للمستقبل وطموح وتطلعات المواطن تجعل الحمل ثقيلا عليهم، وهم يدركون ذلك جيداً.
ولو نظرنا لبعض الوزارات التي شملها التعيين لوزير جديد لاتضح لنا مقدار حجم المسؤوليات والخدمات والمتطلبات التي يتوخاها المواطن من الوزير أن يحققها، مثل وزارة الصحة والمواصلات والشؤون الاجتماعية وبقية الوزارات الأخرى التي حظيت بوزير جديد. هذه الوزارات في نظر الكثير تحتاج من وزرائنا الكرام إلى إدارة جديدة وحديثة، فقد ولىّ زمن الإدارة التقليدية فالمطلوب إدارة تقنية تعتمد على الإدارة بالأهداف أي أن تحقق هذه الإدارة أهدافها بشكل مدروس، لا أن تعتمد على الإدارة التقليدية الضابطة للعمل الإداري فقط دون تحقيق نتائج ملموسة على الأرض. إن ما يعيق إدارتنا التقليدية هو الإرث القديم للإدارة التقليدية في الوطن العربي عموماً، ولذلك ظهر مصطلح التفكير خارج الصندوق وهو عكس التفكير النمطي المحدود، ومن أمثلة هذا التفكير هو أنك عندما تضع مشروعاً أو خدمة ما ولا يأتي لها أحد، فلا بأس أن تعكس التفكير وتذهب بالخدمة أو المشروع للمستهدفين في أماكنهم وهنا تحقق الفائدة وتصل للهدف وأنت لم تغير سوى الأسلوب والطريقة. لذا فإنَّ خدمات وبرامج مثل هذه الوزارات المهمة لفئات كثيرة من المواطنين لن تتحقق إلا بإعادة التفكير والإدارة، فوزارة مهمة ذات خدمات متعددة وشاملة لا يمكن أن يديرها الوزير وحده وتحتاج إلى ما يشبه إدارة الشركات على شكل هيئات ومجالس إدارة تقسم المسؤوليات والمشاركة في الإدارة، وهنا تتحقق النتيجة للعمل الجماعي بشكل إيجابي خلافاً لما لو كان العمل فردياً، فما أجمل أن تكون الجهود جماعية بإدارة إبداعية والوزير بدوره الإشرافي والداعم يقر هذه الجهود والإنجازات على أرض الواقع. ولا بأس أن تستعين بعض هذه الإدارات بالخبرات الأجنبية ولا اقصد الكوادر فحسب بل بالخطط والطريقة التي تدار بها الوزارات المشابهة في الدول المتقدمة لأن ذلك مردوده جيد ومفيد.
إن تطلعات مليكنا المفدى وسمو ولي عهده الأمين من الوزراء الجدد يحتم عليهم بذل كافة الجهود وخلاصة فكرهم الإداري للرقي بوزاراتهم وخدماتها إلى تطلعات المواطنين، وهم قادرون بإذن الله على تحقيق هذا الهدف. لكن ذلك لن يأتي إلا بجهد وفكر جديد منتج يعتمد على نتائج البحوث والتقصي والإدارة الحديثة ويكون الوزير مسؤولاً تنفيذياً ومشرعاً في نفس الوقت لا أن يكون مشرعاً ومراقباً فقط.
وفق الله وزراءنا الجدد في عملهم لتحقيق تطلعات مليكنا راعي نهضتنا إنه سميع مجيب.
محمد المسفر - شقراء