توليتم يا معالي الأستاذ سليمان بن سعد الحميد كرسي وزارة الشؤون الاجتماعية التي أراها من أهم الوزارات وأثقلها ونسأل الله لك العون والنجاح والتوفيق.
ستواجهون معاليكم - فيما تواجهون- ملف الحماية الأسرية وهو لا يزال حبراً على ورق فلم نر للأنظمة الرائعة التي سنّت لتحقيقه أي أثر واقعي فهل ما زالت اللوائح التنفيذية في طور الصياغة؟
نساء مكلومات وأطفال ضعفاء يواجهون وحدهم عنفاً وإيذاءً من رب الأسرة وولي أمرهم ولا قبل لهم بمواجهته:
يدخل عليهم وليهم وقد أتى من سهرة آخر الأسبوع وقد تحول الأب الحنون إلى وحش مجرم يعتدي على الأم بالضرب والألفاظ النابية ويلحق أطفالها بها.
تعجز الطفلة التي درجت على الفخر بأبيها، ويعجز الطفل الذي تعوّد على لطف أبيه أن يستوعب التحوّل المرعب لوالدهم. وهم ووالدتهم أيضاً أعجز عن الوقاية من ضرر صولاته عليهم.
ولا يقتصر الأمر على مدمني الخمور، بل إن صولات مدمني المخدرات أشد ضرراً وأكثر تكراراً ممن ذكرنا، بل رأينا من بعض غير المتعاطين من ينتهج من أشكال العنف والقمع والأذى ما يزيد عن نهج المدمنين.
إن من أوجب الواجبات وجود فرق كافية جاهزة على مدار الساعة، مدربة على التعامل مع حالات العنف الأسري أفرادها مأمونون على أسرار البيوت يصلون فور الاتصال بهم ويستلمون مصدر العنف الأسري ولهم كامل الصلاحيات والقدرات للقيام بواجبهم بما يضمن الحماية التامة للمتضررين من أطفال وأسر.
العنف الأسري يسبب للطفل إعاقات نفسية دائمة تلازمه بقية عمره وتقوده لاحقاً للإدمان والتطرف ومن حق الطفل أن يكون محمياً منه.
هذه الحماية لن تقوم بها أجهزة الأمن ولا إمارات المناطق ولا الهيئات مهما ارتفع مستوى كفاءتها، تقوم به أنت يا معالي الوزير فلتعطه الأولوية ببرنامج تدريب وابتعاث وبالاستعانة بالخبرات الأجنبية والدولية الناجحة.
بدر بن فهد البليهد - الجوف