وصف وزير الشؤون الاجتماعية الجديد وزارته بـ(وزارة المساكين) وقال: إنه يريد أن يكون مسكيناً مثلهم!
وسبق أن أطلقتُ في إحدى مقالاتي على هذه الوزارة مسمى (وزارة الضعوف) بحسب تصنيف الفئة المستفيدة منها، إلا أن العاملين فيها على مختلف مستوياتهم لا يمكن أن يصنفوا بالضعفاء ولا المساكين- بحمد الله- وبدعم الحكومة الرشيدة طالما هم موظفون ضمن سلم معتمد، ويستلمون رواتب تتفق مع مؤهلاتهم التعليمية وخبراتهم التدريبية.
والحق أن الآمال معقودة بالوزير الجديد، ويتطلع الناس للكثير منه ولاسيما الرفع من كفاءة مستوى وزارته بالنظر للمحتاجين وتصنيفهم ابتداء من فئة (عاجز مطلقاً) عن العمل إلى فئة (قادر تماماً) على القيام بالعمل وبينهما فئات متدرجة. والتقليل من فئات الضمان الاجتماعي والتخلص من عبارة (المطلقات والأرامل) التي أصبحت (لزمة) لكل من يريد التودد للناس واستجلاب العاطفة المجتمعية! وبدلا من هذا المصطلح ينبغي توجيه هاتين الفئتين نحو العمل والتوقف عن النفقة التلقائية من الضمان الاجتماعي برغم ضآلة المبلغ إلا أنه كثير بسبب انضواء أعداد كبيرة من المستفيدين مما يجعل من الضرورة تحويله لصندوق استثماري، وينبغي إلزام الآباء المتخلين عن أبنائهم بالنفقة جبرياً والحسم من الراتب تلقائياً، وصرف مستحقات الأرامل من رواتب أزواجهن إن وجد، مع ضرورة توجيه القادرات منهن نحو العمل الشريف والوقوف معهن وترغيب الشركات والمؤسسات بتوظيفهن ومنحهن الأولوية.
وطالما الوزير استلم حقيبة وزارته؛ فإن في جيوبها يرقد الأيتام ومجهولي الوالدين والمعاقين بأنواع إعاقاتهم والمسنين والجانحين من المراهقين والمراهقات الذين ضلت بهم السبل بسبب سوء التنشئة الاجتماعية وتمزق الأسرة مع قصور الحكمة وغياب حسن التصرف.
وهؤلاء بحاجة إلى اهتمام أبوي وليس وظيفياً فقط، حيث ينبغي إعادة تأهيل العاملين عليهم وتحسين وضع تلك الفئات تربوياً ونفسياً ليخرجوا للمجتمع أسوياء بدلاً من الوضع الحالي الذي لا يسر! مع ضرورة متابعة أحوالهم إنسانياً بعد مغادرتهم دور الرعاية والمؤسسات الإيوائية من منطلق المسؤولية الاجتماعية.
كما نحتاج لنهضة تنموية من خلال وضع الدراسات الإستراتيجية والاستفادة من المتخصصين في هذا الشأن لحل مشاكلنا الاجتماعية التي تحيط بمجتمعنا كزواج القاصرات والعنوسة والتحرش ومشاكل الأسرة.
ولا شك أن مسؤولية الوزارة ثقيلة، ولا تكفي معها حسن النوايا فحسب؛ بل ينبغي العمل الجاد المعتمد على الملاحظة والمتابعة والاضطلاع بالمسؤولية، والشفافية مع الناس والاستماع لهم.
مع دعائنا للوزير وللعاملين معه بالتوفيق والسداد.