يحدث أن ينشر الكاتب مقالا ولا يتوقع ردود فعل القراء أن تكون حادة سواء مناقشة لمضمونه أو رفضاً لمحتواه. وقد لاقى مقال (اكتتاب البنك الأهلي والوصاية) ردوداً متباينة، مما يظهر اختلاف مستوى الناس بالتعاطي مع الفكرة ناهيك عن الموضوع، ولعله من المبهج أن تكون نتيجة كتابة موضوع ما، رصداً لمستوى تفكير الناس وقياس الرأي العام. والحق أن موضوع المقال كان حساساً فضلاً عن عنوانه الاستفزازي، لاسيما أنه تناول الوصاية من منظور الخصوصية التي صارت سمة سعودية!
يقول القارئ ع. الرشيد حول تحريم الاكتتاب بالبنك الأهلي (من ضمن الذين حرموا الاكتتاب بالبنك المتربعون على فتاوى برامج القنوات الاقتصادية! وبعض مفتي تداول الأسهم الذين يرون أنفسهم أعلم الناس بالحلال والحرام يعملون ضمن أعضاء هيئات البنوك! والتناقض في الفتاوى خدم البنوك وزاد من الإقبال على الاكتتاب بها بدليل أن البنك الأهلي غطى أضعاف المبلغ المطلوب. ونقول للمساكين الذين حرموا أنفسهم بسبب هذه البلبلة المعهودة: فاتكم الخير). ويرى أبو تركي (أن فتوى هيئة كبار العلماء عامة وليست خاصة بالبنك الأهلي رغم أن سؤال المستفتي كان عن ذات البنك وهو سؤال أراد صاحبه لي عنق الفتوى لصالحه! وقرار هيئة البنك هو الفيصل، حيث أبعدته عن التصنيف العام في الفتوى المذكورة وأجازت المساهمة والتداول. والمشكلة بمن صار يُدخل الناس في النار ويقذفهم في دينهم وسرائرهم).
ويعارضهما القارئ الكريم عبد العزيز بقوله:(فتوى هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة بتحريم الشركات الربوية ومنها هذا البنك واضحة! أفلم يكن الأولى بك يا كاتبتنا حث البنك أولاً ثم الناس على الالتزام بالفتوى الرسمية للبلد؟! وحث مؤسسة النقد على التزام المعايير الشرعية؟ ونصح الناس لبعضهم هو تطبيق لحديث (من رأى منكم منكراً) وليست هذه وصاية بل نصيحة، الوصاية في الإلزام!
ويشاركه الحدة القارئ الفاضل Yaser بقوله: (أرجو من الكاتبة ألا تقارن أداء الصلاة أو غيرها وتؤسس عليها منهجاً لتحليل الربا.. هل الربا حلال عند الله أم لا ؟ أليس من حق المسلمين على بعضهم المناصحة في الدين؟ لو رأيتُ رجلاً يعتدي على أطفاله ويعنفهم هل أقول لا شأن لي به؟ إذا أردتِ الاكتتاب في ربا فهذا شأنك وليس لك انتقاد الفتاوى المحرمة للربا)! ويقطع slemsalm الخط ليقول: كالعادة انتصر النور على الظلام، وانتهى الاكتتاب والمستفيد من اكتتب بكمية كبيرة.
يسعَد المنشود بتلقي الردود والتعليقات ونشرها طالما تحمل فكراً ورؤية ورأياً.