حدث في إحدى الدول الشقيقة، وفي مناسبة عامة، حيث كان هناك (صحافيان تلفزيونيان)، أحدهما يعمل في التلفزيون الرسمي، ويرافقه فريق مكون من 8 أشخاص، بينما الصحافي الآخر يعمل في قناة شابة (عمرها قصير جداً)، وليس معه سوى (مصور واحد) فقط!
الأول كان يسأل عن وجود (مفك مربع) لدى المنظمين، ليربط كيبل (مفصول) يصل الكاميرا، بعربة البث المُباشر (الكبيرة)، والمزوّدة بعدد من الكاميرات، حيث تفاجأ فريق العمل بأن (الكيبل العهدة) مقطوع، ولا يوجد وقت، لأن الصيانة من مهام فريق آخر، وهذه ضريبة التعامل مع الأجهزة الفنية بعقلية (المال العام)!!
الصحافي الثاني التابع (للقناة الخاصة)، كان يسأل (المُنظمين) عن سير الحفل، وفقراته، لأنه هو الآخر سيخرج على (الهواء مباشرة) بعد قليل!!
الكل فزع للصحافي (الحكومي)، وتم تزويده بكل (المفكات) المربعة، والمثلثة حتى تم ربط (الكيبل المقطوع)، بعد تدخل فريق الصيانة في المناسبة، وفعلاً بدأ الحفل، ليقوم الصحافي التابع (للقناة الشابة) بالتجول (بالكاميرا) في كل مكان، يرقب، ويتحدث، ويعقب، ويجري لقاءات جانبية في زوايا مختلفة، لأن المصور المرافق له كان يرتدي على ظهره (حقيبة صغيرة) يخرج منها (أريل بث مباشر) عبر تقنية (3G)، مربوط بقناته مباشرة، ليتابع المُشاهد ما يجري بكل (بساطة) على الهواء مباشرة!
بينما (الصحافي الرسمي) كان لا يستطيع الحركة، لأن كاميرته مربوطة (بالكيبل المقطوع)، والصور تلتقطها الكاميرات الصامتة الأخرى، وهناك بعض الضيوف ينتظرونه (لإجراء لقاءات معهم)، فجأة وصل الصحافي الثاني التابع (للقناة الشابة) بالقرب منه، وإجراء لقاءات عابرة مع بعض الضيوف وهم جالسون في انتظار موعد القناة الرسمية؟!
انتهت المناسبة، وعند خروجنا، شاهدت الصحافي (الثاني)، ومصوره يصعدان سيارتهما، وكأنهما من المدعوين بسهولة، بينما بقي فريق عمل القناة الرسمية (غارق) في أرتال من الأسلاك المُمددة على الأرض..؟!
عندها تأكدت أن مشكلة (القنوات الحكومية) عامة في كل الدول العربية، خصوصاً بعد أن عرفت بأن القناة الخاصة كانت تستقبل الصور من (كاميرات التلفزيون الرسمي) مباشرة، بينما (مذيعها) يجري اللقاءات المباشرة على الأرض..؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.