من علامات الثراء اليوم في المجتمع وجود خادمة (إندونيسية، أو فلبينية) تمليك -يعني على كفالة الأسرة- وليست تأجير شهري من سوق المُتخلفات، رغم أن الأخيرة (أكثر أجراً)، وسامح الله (وزير العمل) فهو المسؤول الأول عن بقاء (أزمة الخادمات في البلد) دون حل، وسامح الله (معاليه) مرة أخرى، لأنه لم يجب على (سؤال بريء) طرحته منذ (رمضان الماضي) حول عدد (الخادمات) في منزله!! -اللهم لا حسد-.
لن نعيد (أسطوانة) الاتفاقيات المُبرمة والتي بقيت (حبراً على ورق)، ولن نُذكر بأن المُتضرر من (محدودية) خيار الاستقدام، واللجوء للسوق السوداء هي (الأسر الفقيرة) والمُحتاجة، ولن نتحدث عن حال (المرأة السعودية) اليوم، وهي تتعامل مع الخادمة بطريقة (مُحزنة)، وتكسر الخاطر، حتى لا تُضرب عن العمل أو تطلب السفر, مع ضعف الضمانات وتلاعب مكاتب الاستقدام في حفظ حقوق (صاحب العمل)!.
كم أسرة سعودية تمتلك خادمة ؟.. لاحظ أنني قلت (تمتلك خادمة)، وليس (لديها خادمة)؟!.
ثقافة (التملك) تكاد تصيبنا بالجنون في كل مناحي الحياة، حتى أن نسبة لا بأس بها من المواطنين، يدّعون تملك (منزل وسيارة) وأن لديهم (راتباً ودخلاً) جيداً، وهم في حقيقة الأمر (كُحيتي) -لا يملكون شيئاً- سياراتهم الفارهة (تأجير منتهية بالتملك)، بيوتهم (تأجير بوعد التملك)، ثلاثة أرباع رواتبهم تذهب لسداد أقساط (البيت، والسيارة، ومدرسة الأولاد، والتأمين الصحي، وراتب الشغالة، والسائق... إلخ)؛ وبعد كل هذا تستبعدهم وزارة (الإسكان) من أحقية السكن، وبنك التسليف يقول لهم (دخلكم مرتفع)، والمُضحك عندما يأتي أحدهم (يطلب سلف) راتب الشغالة حتى آخر الشهر، (عشان ما تنحاش)؟!.
أحد الأصدقاء ممن ابتلاهم الله (بشغالة إندونيسية) من خادمات -ما قبل الأزمة- يقول (عائلتي) تعاني الأمرين عند مرافقة الخادمة لهم بالسوق، بسبب نظرات المتسوقات، وتعليقاتهن على طريقة: (هو !! خدامة إندونيسية)؟ وين لقيتوها ؟ (وجع)، شوفي الواسطة؟!. لذلك (أم العيال) أقنعت الخادمة بأن ترتدي (العباءة)، حماية لها من (عيون المشافيح)، وحتى تجد وزارة العمل (حلاً) للأزمة ؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،