يحكى أنّ وزيراً في تاريخنا الحديث قام بركوب سيارته وذهب بنفسه لزيارة أحد المواقع التابعة لوزارته، بعد هذه الزيارة التفتيشية أصبح هذا الوزير بطلاً قومياً، وبدأت الناس تحيك حول اسمه أنواع القصص البطولية، كل الناس أصبحت ترى وزارته تنافس أفضل وزارة في العالم بفضل من الله ثم بفضل تلك الزيارة التفقدية المفاجئة، بركة تلك الزيارة ألقت بظلالها حتى على منسوبي وزارة ذلك الوزير وطفقوا يحسنون من إداراتهم ويحذون حذو وزيرهم
في القيام ببعض الزيارات الخاطفة خارج مكاتبهم، زيارة، أو زيارتان قلبتا تاريخ وأداء تلك الوزارة، جعلتها تختلف عن أداء باقي الوزارات، ثم بعد ذلك أتى بعض المسؤولين ليقوموا بزيارة تفتيشية مفاجئة ولكنها مدعومة بتغطية صحفية مصورة، حتى تقرأ خبرها في اليوم الآخر أن المسؤول فلان قام بزيارة تفتيشية خاطفة وقام باتخاذ الكثير من الإجراءات بسبب ما وجده ووقف عليه من خلال هذه الجولة السرية، استمرت جولات المسؤولين السرية إلا عن أعين مصوري الصحافة حتى ضج المجتمع من هكذا أسلوب دعائي غير مقبول، حتى انتشر بين أفراد المجتمع أن مثل هذا التصرف لا تفسير له، سوى أن المسؤول شخص يبحث عن الشهرة ولا يبحث عن تطوير أداء المنشأة، مما جعل هذه الظاهرة شبه منقرضة، مع وجود حالة أو حالتين هنا أو هناك لقوة وجه بعض المسؤولين وجرأتهم على تكرار بعض الرياء الاجتماعي دون خجل من أفراد المجتمع .. اللهم لا شماتة، ليس هناك مسؤول سعودي لم يقض المدة الزمنية لمنصبه على طاولة مكتبه الوثير، وبين سكرتارية يغلب عليهم خبرات الخدمات الشخصية أكثر من الخبرات الوظيفية الحقيقية للسكرتارية، فيتحولون موظفي خدمات عند هذا المسؤول حسب قوته الوظيفية، بمعنى أنه كلما زادت قوته الوظيفية زادت الخدمات الشخصية من قِبل جميع من حوله من الموظفين، وهذه ثقافة عمل سعودية يعرفها القاصي والداني ولم أخترعها من بنات أفكاري، لو كان لدينا وزراء أو مسؤولون ميدانيون لما كانت بنيتنا التحتية بهذه الرداءة !