أصدرت إحدى المديريات العامة للشؤون الصحية عدداً من الجزاءات والقرارات الإدارية بحق ممرضتين ورئيس قسم بمستشفى من مستشفياتنا الحكومية، وذلك على خلفية شكوى تقدمت بها ممرضة ضد مشرفتها بإحضار الشيشة وتدخينها في القسم،
والذي يحضر (الشيشة) في مكان عمل يفتقد إلى أبسط درجات المراقبة أو المتابعة أو الإحساس بالمسؤولية، هناك مخالفات تكشف الحالة الإدارية الرديئة في المنشأة، بل ربما كشفت مخالفات أكبر منها، هذه المخالفة سببها أمان العقوبة، وغياب الرقيب، ولنعترف أنه من الصعوبة بمكان تشديد الرقابة في كثير من الأماكن والإدارات، من المستحيل أن تحكم الرقابة على الجميع بشكل لا يستثني أحداً من المتابعة والتدقيق، لا يمكن بأي حال من الأحوال وضع موظف مراقب فوق رأس كل موظف آخر، لذلك تم اختراع الكاميرات الأمنية، لتوفير الوقت والجهد وتحقيق أكبر نتائج ممكنة، تستخدمها جميع دول العالم إلاّ نحن، نعاني من قلتها وندرتها مع أننا من أكثر دول العالم نقصاً في الرقابة، لو تم وضع كاميرا أمنية صغيرة في هذا المستشفى لما سوّلت نفس الممرضة لها انتهاك النظام وارتكاب هذه المخالفة التي أضرّت بها أولاً ثم أضرت بسمعة جميع الممرضات السعوديات اللاتي نفخر بهن وبسمعتهن، رغم أنني غير متخصصة بالمسائل الأمنية، إلا أنّ هذه الأمور لا تحتاج إلى تخصص أو علم، فهي أمور مجربة ومعروفة عند الجميع، جميع الصيدليات التي قامت بوضع كاميرات أمنية انخفضت نسبة السرقة عندهم بشكل يكاد يصل إلى الصفر، كذلك البقالات، وجميع المحلات التجارية الأخرى، والعكس أيضاً صحيح، هناك جرائم لم يعرف مجرموها بسبب غياب الكاميرات الأمنية، لابد من نشر الكاميرات الأمنية في كل مكان وتوفير الطاقة البشرية والوقت، لسنا بحاجة لكميات كبيرة من الدوريات لمطاردة المفحطين في الشوارع، يكفينا شر ذلك وضع كاميرات أمنية بعيدة عن متناول المراهقين ترصد كل شيء، خصوصاً أن الشوارع التي يختارها المفحطون، أصبحت معروفة بجميع مدن المملكة، إذا أردت خدمة طبية بأقل أخطاء ممكنة ما عليك سوى وضع كاميرات أمنية تغطي جميع أماكن العمل، باختصار شديد: الكاميرات الأمنية لا تحمي فقط نظام العمل بل تحمي الناس حتى من أنفسها!