ليسمح لي إخواننا الخليجيون ضيوف بطولة الخليج لكرة القدم، بأن أقحمهم بقضية لا دخل لهم بها، سوى أنهم كانوا سبباً أو (فأل) خير علينا نحن سكان الرياض، لنفهم شيئاً كنا نظن بأنّ عمرنا سيقضي قبل أن نفهمه أو نستوعبه وكأنه لغز عصي على الحل أو مستحيل يتعبك ويصيبك بالإحباط مجرّد التفكير به، أخيراً قدّر الله لنا بأن نرى شوارع يتم إزالة اسفلتها ووضع اسفلت جديد بليلة واحدة فقط، تخيّلوا إخوتي مواطنو هذا الوطن المعطاء الغالي.
أنّ الطرق تُزال وتتم سفلتتها من جديد في ظرف أربع وعشرين ساعة فقط، وإن طالت يومين لا ثالث لهما، سكان شرق الرياض لازال يكسو وجوههم الذهول مما رأوه من معدات وآليات رصف الطرق التي تواجدت حول استاد الملك فهد الرياضي، والتي قلبت جميع الطرق التي تحيط به والتي تؤدي إليه، من قديمة بالية إلى جديدة تشعر وأنت تسير عليها بسيارتك وكأنك تسير فوق قطن أو قطع من رخام - ما شاء الله تبارك الله - وأرجو من جميع القراء الأعزاء ذكر الله وقول ما شاء الله، حتى لا تصاب تلك الطرق أو الآليات بعين لم تذكر الله فنعود إلى تلك الطرق القديمة المهملة، منذ عام 1988 ونحن نفاخر بهذه الدرة المعمارية العالمية ولكن هناك إهمال - شبه متعمّد - للشوارع والمساحات التي تحيط بهذا الملعب العالمي، تحيط بالملعب أرصفة يستخدمها المواطنون والمواطنات للمشي كرياضة أو مكافحة لمرض يحتاج إلى المشي اليومي، للأسف هذه الأرصفة والمساحات الجميلة تشعر وأنت تشاهدها وكأنها لا تنتمي لمدينة الرياض من شدة إهمالها، حتى أنك تمشي مسافات طويلة ولا تجد حتى سلة مهملات واحدة، رغم تواجد آلاف العوائل التي تجلس على هذه المساحات والتي لا تجد مرفقاً واحداً قد يخدمها، أذهلنا ما تم إنجازه من تجديد جميع طرق الملعب في الوقت الذي تحيط ببيوتنا عشرات الشوارع غير الصالحة للاستخدام البشري، ولم يحاول أحد تجديدها أو حتى ترميمها وسد الحفر التي لا يوجد شارع من شوارعنا لا يخلو منها، ليت من استغرق عشر سنوات في (سفلتة) طريق الملك عبد الله وتسبب بتعطيلنا طوال هذه السنوات، ليته يستفيد من هذه الشركة التي عرفنا منها بأننا طوال هذه السنوات كنا مخدوعين نعتقد أنّ سفلتة الشوارع أمر صعب ويحتاج إلى وقت طويل، واكتشفنا بأنه أمر سهل بل أسهل من شرب الماء..!