لبعض تجار التراب صورفاضحة مفعمة بالنرجسية والأنا، وجوههم زئبقية، ومواقفهم هلامية، ونشاطاتهم كثيفة من أجل تحقيق مآربهم الأنانية الضيقة، فبعض تجار التراب بغض النظر عن الجنس والعمر واللون والدرجة المالية، متذبذبون في تعاملاتهم الربحية،
يتحينون الفرص للحصول على الربحية العظمى بأسهل الطرق وأيسرها، فتراهم كالثعالب يلجأون إلى أساليب الإغراء والتحايل لابتزاز الباحثين عن الشراء حتى يوقعوهم في المصيدة، وقد تدفعهم غرائزهم الثعالبية إلى التلفيق والكذب لتحقيق مآربهم الوصولية، وهم على استعداد تام لخلع جلودهم وتبديلها أكثر من مرة، فلا يتورعون عن التقلب والتلون بين أحضان المصلحة الفردية، ولا يستحون من سحق المبادئ من أجل إرضاء أنفسهم الطافحة بالجشع، فالأرجحية في عرفهم تميل دائماً مع تحقيق المطامع، لهم خصال بيعية وتسويقة شاذة، وعقائدهم البيعية انتهازية غير مستقرة، ما يجعلهم يسهمون في فشل حصول المواطن البسيط، صاحب الدخل المحدود على قطعة أرض يبني عليها حلم عمره، نشاطاتهم غير تنموية، وحقولهم غير يانعة، ولا تنتشر بخطوط متوازنة، ولا تتوافق مع تطلعات الناس البسطاء، مما يؤسف له أن بعض تجار التراب تحولوا إلى معاول لهدم للتنمية، وفيروسات عدائية للبناء، ما ينفكون يسعون لوأد عجلة التطور والازدهار، وتخريب تطلعات القيادة، وإزعاج الناس، وذلك بالقفز بأسعار الأراضي إلى مستويات عالية جداً ومبالغ فيها، فبدلاً من أن ينصرف بعض تجار التراب إلى البحث والمشاركة في إيجاد الحلول، وتكريس جهودهم المهنية والمهارية بالارتقاء بالمستوى البيعي نحو الأسهل، نراهم يمضون أوقاتهم في الثرثرة الفارغة، وفي كيفية وطريقة رفع الأسعار، من أجل الإطاحة بأحلام الصغار وسحقهم وشفط جيوبهم، متسببين في حالة غير مرغوب فيها من الإرباك والقلق، إنهم يدورون في حلقات مفرغة، ويتحدثون عن مواضيع لا صحة لها على أرض الواقع، اللافت للنظر أن بعض تجار التراب أعمالهم كيدية، وعروضهم وهمية، ويشتركون في صفقات موحدة، أن المواطن البسيط صاحب الدخل المحدود بحاجة ماسة لمن يقف معه في مواجهة هجمات هؤلاء البعض من تجار التراب، ويوفر له الدعم والإسناد، ويحميه من جشع هؤلاء وحماقاتهم، مما لا شغل لديهم ولا عمل سوى الكسب العالي والربح الوفير على حساب الضعفاء المساكين، إن هذه الفيروسات من بعض تجار التراب، المختبئة خلف الأقنعة الهلامية الملونة، صاروا من الآفات الخطيرة على التنمية والنماء والازدهار، الذين أخذوا ينخرون في قواعد اقتصادنا، ولابد من القيام بعملية تطهير من تلك الفيروسات المريبة، والعمل على عدم السماح لها بالنمو في أوساطنا الاقتصادية.