رؤوس الثعابين!

الثعابين حيوانات زاحفة من ذوات الدم البارد، لها أجسام متطاولة، مغطاة بحراشف، ليس له أطراف، ولا أذنين خارجيتين، ولا جفون، والثعابين من آكلة اللحوم، وتتكيّف بالجحور، مزعجة، ليست أليفة، ولا آمنة، تلدغ فريستها، ولها سمية قاتلة..

وتتغذى على مصادر متنوّعة من الفرائس المتوفرة في بيئتها، وهي تقوم بابتلاع فريستها بالكامل، تقتل فرائسها بسمها القوي، يخاف منها الناس ويتوجسون منها شراً، نحن لا نحترم الثعابين، ولا نقدّرها، ولا نحتفي بها، ولا نحترم الذين يمارسون نفس أدوارها من البشر، ولا نقدّرهم، ولا نجلهم، ولا نحتفي بهم، أولئك الذين تخصصوا في خداع الناس وتضليلهم، واستغلوا الدين وقوداً لإشعال فتيل الصراعات السياسية، وتأجيج نيران الفتن الطائفية، وإحراق البلدان، وتهديم جسور العلاقات الإنسانية، ومحاولة إفناء الحياة، وإطفاء بريقها، متبرقعين ببرقع الإيمان المزيّف وهم أبعد ما يكونون عن الإيمان، هؤلاء مجرد دكاكين تجارية، مظاهرها استغلالية، وواجهاتها ربحية، وبضاعتها مغشوشة، تمظهروا بكل أنماط الخشوع والتدين، وخلعوا المهابة المصطنعة على عناوين دكاكينهم المتنامية في مستنفعات البهت والنفاق، وتحصنوا خلف جدران الرياء وتلحفوا بردائه، واستغلوا الدين القويم الطاهر استغلالاً بشعاً في الترويج لمنتجاتهم وبضائعهم الفاسدة، وأقحموه غصباً وعنوةً في مشاريعهم التجارية، التي صبغوها به بشكل صارخ وفظيع من أجل الربحية والأهداف الأنانية الضيّقة والأحلام الشخصية، إننا على يقين تام بأن هؤلاء تاجروا بالدين بشكل لم يسبق له مثيل، ليكون غطاءً على مفاسدهم وثعبانيتهم والتواءاتهم المخيفة وأهدافهم السياسية. إن الطبيعة الاستغلالية لهؤلاء هي طبيعة بشعة وجشعة من شأنها أن يستفيدوا من كل فرصة من أجل تحقيق مطامعهم وأحلامهم وآمالهم وتنفيذاً لتخرصاتهم وابتغاءتهم الدنيئة، فلا عجب أن نرى المتاجرة بالقيم الدينية وقد صارت اليوم هي الوسيلة الأسرع والأسهل لتحقيق الثراء الفاحش، وتحقيق الأهداف السياسية، والتطلعات الفردية والحزبية، إننا لا نحترم هؤلاء الذين امتطوا صهوة التدين السطحي، واتخذوا منه مطية لتحقيق مآربهم القاصرة، لا نحترم هؤلاء الثعابين لأنهم استخدموا الدين في التأثير على مشاعر الناس، وتضليلهم، فالإسلام أرقى وأنقى وأطهر وأصفى وأشرف وأكبر وأعز من تفاهات هؤلاء وممارساتهم الرخيصة المفضوحة.