للعملاء عاهات دماغية وأخلاقية وتعاملية، لهم علل، وأمراض كثيرة، لغتهم السب والشتم والقذف بزاوية منفرجة، موتورون، صعاليك، مهرجون، حقدهم عال، ويلجأون للتعاون مع أخبث الطغاة والمجرمين للنيل من مجتمعهم والوطن، يستنجدون بالسفاحين والجزارين والقتلة لتمزيق الوطن وتعذيب الناس وسفك الدماء،
ما انفكوا يتباهون بأعمالهم الشيطانية، من أجل حفنة من المال يبيعون ولاءاتهم في سوق المزايدات الرخيصة، ومن أجل حفنة من المال تشترى ذممهم وأرواحهم وضمائرهم، ومن أجل حفنة من المال يتقافزون كما القرود من دولة إلى دولة، ومن جبهة إلى جبهة، ومن خندق إلى خندق، فيتحولون إلى الاتجاه المعاكس بلمح البصر، إلى من يدفع أكثر، تعساء في نومهم، وتعساء في يقظتهم، ترافقهم التعاسة أينما ارتحلوا وحلوا، التصقت بهم التعاسة حتى صارت أكبر كوابيسهم الثقيلة المزعجة، تماسيح بشرية خبيثة من ذوات الوجوه الزئبقية، طعنوا في ظهورنا، ويحاولون بيعنا بثمن بخس في أسواق النذالة الأخلاقية، انحرفوا عن المسارات الوطنية الثابتة، فكانوا أول من وقف مع الشيطان في أعماله وأقواله، وأول من تطوع دفاعاً عن مشاريع الأعداء الاستفزازية، وأعمالهم التخريبية، فالتحقوا بصفوف الأعداء بخنوع وخضوع وتواطؤ، وسقطوا في بورصة الولاءات الرخيصة المعلنة لصالح أعداءنا والطامعين فينا، فظهروا علينا كطابور فقد شهامته ومرؤته، واختاروا العمل مع سبق الإصرار والترصد مع الدول والمنظمات والأحزاب والمجاميع التي تبتغي لنا التمزق والضياع والخراب والنهايات المفزعة، يتحذلقون كثيراً عن جغرافية الأرض، وتضاريس البحيرات، وهجرات السلالات البشرية في هضبة التبت، وارتفاع مستويات الرطوبة في غابات الأمازون، لكنهم يبخلون كثيراً علينا بكتابة سطر يتيم عن التنمية الجبارة في وطننا بكل أشكالها وتفاصيلها، وكيف كنا، وكيف أصبحنا، وكيف سنكون، لقد فقد هؤلاء الشياطين كل القيم، وضاعت عندهم المباديء، وانتهكوا كل قواعد السلوك البشري، لقد تكاثروا بيننا وحولنا مثل الخلايا السرطانية، ونبات الفطر السام، أعمالهم مخجلة، ومواقفهم متأرجحة، تشرنقوا بخيوطهم السوداء حول براكين الجحيم، حتى بلغوا مبلغاً عظيماً من السوء، وفقدوا أحاسيسهم الفطرية بالوطن والمواطنة، فأنشغلوا بأعمالهم العبثية العقيمة حتى تجاوزا الحدود، لقد نذروا أنفسهم لخدمة الأعداء المتربصين بنا، وتسلحوا بكل أسلحة السوء والخبث والجحود والنكران، من أجل الذود عن مشاريع الأعداء، ووقفوا صفاً واحداً معهم من دون حياء أو رجولة أو مروءة، حقائقهم مفزعة، وشرهم مستطير، وأعمالهم جبارة في إيقاظ الفتن، وزرع ألغام الخبث والدناءة، ونشر بذور البهتان في ليل تخلفهم الدامس، لقد تحولوا إلى منابر لنشر الكذب الرخيص، وترويج الإشاعة الكاذبة، ونشر الطاسم المنبعثة من مستنقعات دجلهم والخرافة، هممهم الشحن والتحريض، وإثارة النعرات الطائفية والعشائرية والمناطقية، وإنتاج فقه التفكك والتناحر والتباعد، لقد ذهبوا بعيداً في تطرفهم، فأنغمسوا في البحث عما يفرق الناس، لا عما يجمعهم ويلم شملهم، لقد انحرفوا بدرجة عالية باتجاه نشر العنف والكراهية والبغضاء، ووجهوا بوصلاتهم نحو تأصيل الفتنة، لقد ظهروا علينا من كل صنف ونوع وفق أعمال وأقوال وصلت حد التخريف والتحريف والإسفاف، فاشتركوا جميعاً في خلق حالة خطيرة من الاحتقان والتراشق، من دون أن يعيروا أدنى اهتمام بما قد يحل من محن ومصائب، نتيجة أعمالهم العدائية الخبيثة، أن هؤلاء العملاء الذي يسكن أجسادهم الشيطان، يتلقون الدعم والمساندة من جهات مشبوهة في الخفاء ليواصلوا بث سمومهم، فهناك دائماً من يدفع لهم، ويغدق عليهم بالعطاء، ليسخنوا بدورهم الغبي الأجواء، تمهيداً لارتكاب أبشع الأعمال، وأنتن الأفعال، أن من يتابع ما يقوله هؤلاء العملاء، وما يبثونه من سموم وأحقاد سيكتشف بنفسه بأن هناك قوى خفية تعمل على التأجيج، وإظهارنا أمام العالم كأمة ممزقة متناحرة مفككة، بواسطة هؤلاء العملاء الشياطين البلداء.