قرأت خبر التعاون بين الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، والشركة العربية للتعهدات الفنية لإقامة معرض بحمل عنوان «فنون العربية» والذي وصفته الشركة بالمعرض التشكيلي الأكبر على مستوى المملكة ومنطقة الشرق الأوسط مشيرين إلى أن الهدف من الفكرة عرض لوحات الفنانين التشكيليين المبدعين والموهوبين السعوديين المشاركين والتعريف بهم وبفنهم من خلال عرضها على اللوحات الإعلانية الخارجية التابعة للشركة العربية حول المملكة لتتم مشاهدتها من قبل ملايين الناس في وقت واحد وفي جميع أنحاء المملكة سعياً من الطرفين جمعية الثقافة والشركة إلى تزيين مدن السعودية جميعها بأعمال الفن السعودي.
إلى هنا والأمر رائع يستحق التصفيق والوقوف احتراماً لهذا الجهد خصوصاً من الشركة التي ستمنح الفنانين مساحات من اللوحات الإعلانية مجاناً.. والحقيقة أن ما تحمله الفكرة من أهمية في جانب نشرها الفن التشكيلي للمارة ومرتادي الطرق الطويلة تدفعنا لطرح التساؤلات التي أجزم أنها لن تغيب عن المسؤولين في الجانبين وثقتي بالمعنيين بالفن التشكيلي في جمعية الثقافة والفنون في مختلف فروعها ومن تلك التساؤلات المتعلقة بكيفية العرض (تقنياً). مع ما أسعدنا من التفات هذه الشركة ولو أن القناعة جاءت متأخرة رغم معرفة المسؤولين في الشركة بقيمة وأهمية الفن التشكيلي والمتواجد بما يزيد عن عمر الشركة ونقول ما يقال: (أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي).
نعود للملاحظات أو التساؤلات ومنها الجانب الفني وجودة ومستوى الأعمال التي ستعرض لأعين المجتمع وهل سترتقي بذائقتهم من خلال اختيار اللوحات المتميزة لأصحاب التجارب الناضجة أم سيصدم المشاهدين لتلك اللوحات بلوحات لمواهب واعدة لا زالت تجاربهم طرية لم يكتمل نموها وتنقل بها تلك السبل الدعائية صورة غير حقيقية عن ما وصلت إليه الفنون التشكيلية وتؤدي بذلك إلى تغيير اتجاه بوصلة تحقيق الهدف إذا كان الهدف الرفع من شأن الفن التشكيلي السعودي والتعربف بأعلى درجات ما وصل إليه هذا الفن من حيث المستوى التقني (تجارب وخبرات نتج عنها أساليب تنافس من سبقونا)، نتيجة ما ستحدث اللوحات من ردود فعل إما الدهشة والإعجاب والقناعة أو التندر والاستياء.
أما الجانب الآخر الذي لا يقل أهمية فهو في مستوى قيمة العمل الفني (تقنياً) في اللوحة الدعائية ومطابقة ما يعرض على اللوحة الدعائية باللوحة الأصل.. خصوصاً دقة الألوان وما سيطرأ عليها من تعريض الضوء من خارجها أو من داخل اللوحة الإعلانية.. وما مدى الوقت المتاح لمشاهدتها مع أهمية حفظ حقوق الفنانين وإبراز أسمائهم بحجم يمكن قراءته عن بعد.
أخيراً أعود للتأكيد بأن التشكيليين مع كل ما يخدم إبداعهم وأن يجدوا فرص أكبر في ظل المنافسة التي تتم في الخليج العربي المحتضنة لأكبر فعاليات تشكيلية عالمية أرت أبو ظبي وأرت دبي ومزاد كريستيز وبينالي الشارقة. مع أملنا أن تتوج الشركة هذا لمجهود بما هو أكثر تأثيراً في المنافسة محلياً وخليجياً وعربياً وعالمياً وتبني مشروع على الأرض ينقل الفن السعودي إلى العالمية من خلال معرض يقام له مسابقة عالية المستوى.