في ذكرى يوم تاريخي حافل بالثراء البطولي والإنجازي والرؤية الوطنية السليمة نحو الأفق البعيد، كهذا اليوم الذي تحتفل المملكة فيه غدًا بيومها الوطني، يستذكر المواطن ملامح هذه البطولات العظيمة برمزها ورجالاتها ومواقفها المؤثرة، وما أهدته من وحدة على امتداد هذا الوطن الغالي.
***
يتذكّر كل مواطن والعالم أجمع الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بطل هذه الوحدة، ورجلها الكبير، وهو يقود كوكبة من أشجع الرجال، فالمجد والخلود لعبدالعزيز ورجاله، فما تم إنجازه أكبر بكثير مما يمكن أن يتصوّره أو يفكر فيه إنسان غير الملك عبدالعزيز.
***
نستذكر جميعاً أيضاً ما آلت إليه هذه الوحدة من أمن واستقرار في ربوع الوطن الغالي، والانتقال بعد ذلك من وحدة الأرض إلى تحقيق وحدة القلوب والنفوس، والتوجُّه نحو البناء والتطور.
***
وكامتداد لما أرساه حكم عبدالعزيز، لن ننسى التزام أبنائه من بعده، ملوك المملكة، سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله جميعاً - والملك عبدالله - حفظه الله - بسياسته الداخلية والخارجية، حتى رأينا المملكة بهذا المستوى من التطور؛ صحياً وتعليمياً واقتصادياً وأمنياً، بما لا مثيل له في التاريخ.
***
ولن يغيب عن أذهاننا أبداً - ونحن في هذا اليوم البهي نعبِّر عن أفراحنا - تلك المشاهد المثيرة للانتباه عن حالات التنمية الهائلة التي تشهدها المملكة في عهد الملك عبدالله، فقد أنجز في كل الميادين والتخصصات والأعمال، وفي جميع برامج التنمية ما لم تشهده المملكة من قبل.
***
فها هي الجامعات تقفز في عهده من ثماني جامعات إلى ثلاثين جامعة، وعدد المبتعثين والمبتعثات يرتفع من مئات الطلاب إلى أكثر من مائة وسبعين ألف مبتعث ومبتعثة، ومن مستشفيات محدودة إلى مدن طبية في مناطق المملكة، ومن حرمان مجلس الشورى من مساهمة الكفاءات النسوية بالمشاركة إلى إقرار مشاركة ثلاثين منهن عضوات في المجلس.
***
ليس هذا فقط، فقد خصّ الملك عبدالله المرأة، بفرص عمل قيادية في وظائف الدولة، وسمح لها بأن تُنتخب وتَنتخب في المجالس البلدية، وفتح لها فرصة المشاركة في البيع والشراء - كما الرجل - وحقها بإنشاء شركات ومؤسسات، ودخولها في العمل محامية كما هو الرجل.
***
المدن العسكرية، ومثلها المدن الصناعية، والملاعب الرياضية، وتعميم المترو والقطارات داخل المدن وبين المدن، ومعالجة تصريف مياه الأمطار والمياه الصحية، هي بعض ما يمكن أن نتحدث عنه من إنجازات تحققت في هذا العهد الزاهر.
***
هكذا كان عبدالعزيز، رسم خارطة الطريق لنفسه ولأبنائه ولشعب المملكة، لمثل هذه الإنجازات، التي شملت أيضاً تطوير القضاء والتعليم، وتوسعة غير مسبوقة للحرمين الشريفين، وتوفير السكن للمواطنين، ودخول المملكة كعضو فاعل ضمن مجموعة قمة العشرين المؤثرة اقتصادياً على مستوى العالم كدولة عربية وحيدة ضمن هذه المجموعة، وغير ذلك من الإنجازات المبهرة مما لا يتسع المجال للحديث عنه.
***
يبقى دور المواطن، بأن يتمسّك ويحافظ على هذه الوحدة العملاقة، وسط هذه الفوضى غير الخلاّقة التي تشهدها المنطقة، فمسؤوليته كبيرة بأن يفوّت على الأعداء ما يخططون له، وأن يكون حارساً وصادقاً وأميناً على أرضه أمام من يريد المساس بها بسوء كائناً من كان.