أعتقد جازماً أن هيئة مكافحة الفساد أقرب لي كمواطن سعودي اليوم من أي وقت مضى، أما لماذا ؟! فلأنها ببساطة بدأت تقدم لي ما أرجوه، وأنتظره منها، منذ تأسيسها قبل نحو 4 سنوات وستة أشهر!.
فالإطاحة بمسؤول في أمانة المنطقة الشرقية، و تسمية وظيفته أمام الرأي العام «مدير إدارة التخطيط العمراني»، وأنه تقاضى رشوة بمبلغ «ستة ملايين وثلاثمائة ألف ريال»، هو وآخرون من بينهم أحد مهندسي «إدارة المساحة» مقابل إنجاز مخططات عمرانية، يعد سابقة إيجابية، وعنوانا عريضا لتحول «نزاهة» من التثقيف والإرشاد، وتسليط الضوء باستحياء على الفساد الشكلي والخفيف، إلى التنفيذ العملي، والتشهير، وإسقاط رؤوس الفساد، وكشفهم!.
الجميل أكثر في هذا البيان، أن - نزاهة - تسرد بعض القصص لكشف الفساد مثل الضغط الذي كان يمارسه «الفاسدون» على أصحاب المخططات لإدخالهم كمساهمين، لإجازة هذه المخططات، وأعتقد أن في هذا دلالة واضحة وكبيرة على الشفافية في الطرح، والتقصي الذي قامت به «هيئة مكافحة الفساد»، كما أن سقوط هذه العصابة الفاسدة من «طالبي الرشوة» جاء نتيجة تقدم «مواطن» ببلاغ لهيئة مكافحة الفساد، وأظن أن في هذا الأمر دلالات كبيرة جداً، بأن دور «المواطن» في كشف الفساد هو الأهم، كما أن بلاغ «المواطن» سيكون هو المرجعية، والأساس لكشف الفاسدين، ولن يهمل، مما يدفعنا جميعاً لكشف الفساد والإبلاغ عنه!.
نزاهة لم تغب عن المشهد يوماً، ولكنها كانت دوماً تأخذ دور المُرشد، والمُثقف على استحياء، أما اليوم فقد كشرت عن أنيابها الصادقة كمُنفذ، وقاطع لدابر الفساد، وبالتشهير «المباح»!.
أرجو أن نسمع دوماً من نزاهة، إلى مثل هذه الأخبار المفرحة والمبهجة لكشف الفاسدين والقضاء عليهم، بالكشف عن وظائفهم ومسمياتها والتلميح لشخصياتهم، فلتقترب منا نزاهة بمثل هذا الكشف، حتى لو لم تعلن أسماء المتورطين صراحة، لتفسح المجال للمحاكم للتشهير بالمتورطين «كعقوبة رادعة»!.
وعلى دروب الخير نلتقي.