(أمانة الرياض) في الرياض؟!

هناك أكثر من (خبر طريف) تم نشره هذا الأسبوع، وهي أخبار تستحق التذكر وإعادة النشر للعبرة، ولكن الأبرز هو (حنكة وذهانة) أمانة الرياض!

فمعظم الصحف والمواقع نشرت خبر بصياغة (العلاقات العامة) على ما يبدو، ومع كسل بعض الصحافيين -كفانا الله وإياكم شر الكسل (ما ظهر منه وما بطن)- نشروا الخبر (دون تغيير)، ومفاده أن (الأمانة) نفع الله بجهودها، ضبطت عدداً من العمال المخالفين من (منتحلي شخصية) عمال النظافة، ممن يتسولون عند الإشارات والميادين وأمام البنوك... الخ، ممن قاموا بتفصيل

(الملابس الصفراء)، واجتهدوا في تنظيف الشوارع والتقاطعات، ومداخل المجمعات و(على بابك ياكريم)!

الأمانة حذرت من التعامل المباشر مع هؤلاء، وأنا فهمت أن التعامل يجب أن يقتصر على العمال الحقيقيين (المتخصصين في النظافة) فعلاً، علماً بأن الأمانة تتابع (صرف مستحقات) عمال النظافة، وخصصت (مراقبين ميدانيين) لمراقبتهم في الميادين!! كما تم وضع (لجان خاصة) لتفتيش أماكن (سكنهم) لتأمين حياة معيشية جيدة، وزي نظيف، والزبدة في نهاية الخبر أن (عامل النظافة بأمانة منطقة الرياض) يتقاضى راتباً شهرياً (جيداً) شاملاً النقل والتذاكر والإعاشة والسكن!

بيّض الله وجه (أمانة الرياض)، وأرجو فقط توضيح من المسؤول عن توفير (المكنسة والسطل) لعامل النظافة، لأننا مللنا من منظر (الكراتين) اللي يسحبها العمال في الشارع، وبشكل غير حضاري، كما أرجو توضيح موقفنا من التعامل المباشر مع (المتطوعين) لنظافة شوارعهم ومحلاتهم، حتى لا نخلط بينهم وبين منتحلي شخصية (عمالكم) من أصحاب الرواتب الجيدة (جزاكم الله خير)!

نحن ضد التسول بكل تأكيد، ولكننا كشعب مسلم وكريم، نحب مساعدة المحتاجين، ومن في حكمهم من أصحاب الرواتب المتدنية من العمال، خصوصاً مع سماعنا لقصص تأخر (رواتب) عمال النظافة وتدنيها! وبصراحة مع الصورة الوردية (لعامل النظافة) بدأت أشك: (هل أمانة الرياض تعيش معنا في الرياض)؟! وتتحدث عن العمال الذين نراهم كل يوم تحت (أشعة الشمس)؟!

عموماً أقترح نشر (رواتب عمال النظافة) للرأي العام، حتى يتوقف الناس عن مساعدتهم، ويعلمون أنهم يحصلون على أجر جيد، وحياة معيشية كريمة، ولا يستحقون المساعدة!

وعلى دروب الخير نلتقي.