(رفعه) يشفطها الكهرب..!
انتقد الفنان الراحل بكر الشدي -رحمه الله- الشعر الحديث والحر بقصيدة (رفعه.. يشفطها الكهرب)! والتي قالها على المسرح أمام جمهور الرياض بـ (قلبي يتولع يتقطع) عام 1986م، وأنهاها بـ (قلبي يرقع.. ما أحلى الفول.. بزيت الخروع)!.
وطبعاً (الفول) طعام الغلابة من أصحاب (الدخل المفقود) بعد أن كان (دخلهم محدوداً) ولكن غلاء المعيشة جعلهم كذلك في زمن (العملة الصعبة)، وهؤلاء تحرص شركة (الكهرباء) العظيمة، على قطع التيار عنهم بمجرد مرور (آخر موعد للسداد)، و(العظمة) لله عز وجل، ولكن الشركة اكتسبتها هنا (مجازاً) لقدرتها على شفط (المواطن وعائلته) على طريقة رفعه أعلاه، ليتحولوا إلى (لاجئين) عند جيرانهم أو أقاربهم، حتى يتم السداد!.
وعلى ذكر (السداد)، ولكون الشركة العظيمة (على المواطن فقط)، سبق أن اعترفت لمتطلبات (هيئة سوق المال) بوجود مديونيات قديمة متراكمة لم تسدد، وبأنها لم تتجرأ على فصل التيار والخدمة عن بعض عملاء هذه (المديونيات العالية)، والذين لم يسددوا منذ عصر (رفعه.. وزيت الخروع) من 30 سنة وأكثر، فلماذا لا تُفعل الشركة قلبها الرحيم (بمنع فصل التيار) في فصل الصيف عن بيوت (آكلي الفول بزيت الخروع) أيضاً، كونها مليئة بـ(النساء والأطفال والمرضى وكبار السن)؟!.
الشركة تستطيع إعادة برمجة فاتورة الصيف على (أشهر الشتاء) بدلاً من قطع التيار، كعمل إنساني وأخلاقي ولو من باب (المسؤولية الاجتماعية)، أو على الأقل ترحيل مواعيد الفصل إلى (موسم البراد) مراعاة لظروف هؤلاء؟!.
الشركة تحصل على دعم من الدولة، وفي نهاية المطاف كل (قرش) سيتم سداده من الجميع، حتى أن (بعض الأسر المحتاجة) يتم السداد عن طريق الضمان الاجتماعي، فلماذا لا تفكر شركة الكهرباء بالبحث عن بدائل (فصل التيار) مراعاة لظروفنا المناخية!!.
فواتير الكهرباء شفطت (جيوب المواطنين)، حتى أن البعض يأكل الفول دون (زيت خروع)!.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،
fahd.jleid@mbc.net
fj.sa@hotmail.com
