أفاد مسؤول مقرب من رئيس الحكومة العراقية المكلف الدكتور حيدر جواد العبادي أمس الجمعة بأن العبادي أجرى اتصالات مع أركان العملية السياسية والكتل الممثلة في البرلمان العراقي لتشكيل الحكومة الجديدة ضمن المهلة الدستورية التي تستمر شهراً واحداً من تاريخ التكليف من قِبل رئيس الجمهورية. وقال المسؤول الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه لوكالة الأنباء: «العبادي بدأ بالفعل اتصالاته مع قادة الكتل الممثلة في البرلمان لتشكيل حكومة عراقية وطنية، تفتح الباب للجميع دون إقصاء أو تمييز. ونأمل أن يتمكن من تقديم التشكيل الوزاري ضمن المهلة الدستورية». وأضاف «إن انسحاب رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي، وسحب الشكوى من المحكمة الاتحادية، سيمهد الطريق أمام العبادي للتفاوض بشكل مريح مع الجميع، رغم أنه حظي بمقبولية واسعة من المرجعية الشيعية بزعامة السيستاني والكتل السياسية دون استثناء، فضلاً عن المجتمع الدولي، وهذا مؤشر مهم للإسراع بتشكيل الحكومة». وذكر «إن العبادي يعمل حالياً على تقديم تشكيلة وزارية، تضم شخصيات مهنية وأكاديمية متخصصة بمجالات عملها، مؤهلة لقيادة المرحلة المقبلة، خاصة أن العبادي ورث حقبة زمنية صعبة للغاية بعد سيطرة الجماعات المسلحة على مساحات واسعة من البلاد، فضلاً عن اتساع رقعة المهجرين والنازحين من جميع مكونات الشعب العراقي بعد تهديد الجماعات المسلحة».
وفي سياق آخر، أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أمس الجمعة أنه سيتوجه مطلع الأسبوع المقبل إلى العراق لتكوين صورة عن الأوضاع هناك. وأكد شتاينماير قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل أن الحكومة الألمانية ستذهب بمساعداتها للعراق «إلى حدود الممكن قانونياً وسياسياً». مضيفاً بأن الإيزيديين والمسيحيين في الجزء الكردي من العراق يتعرضون للملاحقة والذبح.
يُذكر أن الحكومة الألمانية قدمت مساعدات إنسانية للعراق بقيمة 24.4 مليون يورو. ومن المنتظر أن يتخذ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قراراً بشأن توريد أسلحة للعراق لمقاومة مليشيات المسلحين.
من جهة أخرى، أرسلت ألمانيا خمس طائرات نقل محملة بمواد إغاثة إلى العراق. وبحسب بيانات الحكومة الألمانية، أقلعت أمس الجمعة من مدينة هون بولاية شليزفيج-هولشتاين شمالي البلاد أربع طائرات متوجهة إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
أمنياً, أفادت مصادر طبية عراقية أمس الجمعة بأن 11 مدنياً قُتلوا، وأُصيب 30 آخرون، في قصف لطائرات عراقية استهدف أحد الأحياء غربي مدينة كركوك (250 كم شمالي بغداد). وأوضحت المصادر لوكالة الأنباء «مستشفى الحويجة استقبل أمس 11جثة لأطفال ونساء و30 جريحاً على خلفية غارات لطائرات عراقية صباح أمس، استهدفت حي السلام المشيد من الطين في بلدة الحويجة غربي كركوك».
من جانب آخر، أفاد شهود عيان بأن قضاء الحويجة «شهد موجة نزوح كبير لعشرات الأسر التي تركت دورها السكنية، ومتوجهة صوب مدينة كركوك أو لقرى تقع خارج قضاء الحويجة مخافة استهدافها من قِبل الطائرات العراقية».