تراجعت أسعار مزيج برنت دون 106 دولارات للبرميل أمس الخميس إذ طغى ارتفاع إنتاج أوبك وطلب مخيب للآمال من الولايات المتحدة على تأثير التوترات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوكرانيا. وارتفعت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة بالرغم من ذروة موسم القيادة ما أذكى المخاوف حيال آفاق الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وأظهر مسح لرويترز أن أوبك ضخت مزيداً من النفط في يوليو تموز مقارنة مع يونيو حزيران بالرغم من مخاوف من تأثر الإنتاج بالتوترات في إفريقيا والشرق الأوسط. وبحلول الساعة 0755 بتوقيت جرينتش انخفض سعر العقود الآجلة لمزيج برنت تسليم سبتمبر أيلول 53 سنتاً إلى 105.98 دولارات للبرميل. ونزل برنت أكثر من خمسة في المئة في يوليو تموز في طريقه لتسجيل أكبر خسارة شهرية منذ أبريل نيسان 2013.
وهبطت العقود الآجلة للخام الأمريكي الخفيف تسليم سبتمبر أيلول 94 سنتاً إلى 99.33 دولاراً للبرميل في طريقها لتسجيل خسارة بنسبة 5.6 بالمئة خلال الشهر في أكبر تراجع منذ أكتوبر تشرين الأول. واشترى أكبر مستوردي النفط الإيراني في الأشهر الستة الأولى من عام 2014 كميات من الخام تزيد بنسبة 25 بالمئة عن مشترياتهم في نفس الفترة من العام الماضي.
وحافظت الصين والهند على وارداتهما عند المستويات المرتفعة التي بدأتا أخذها بعد تخفيف العقوبات الغربية على طهران.. وقد تواصل صادرات الخام الإيران إلى أكبر أربعة مشترين له وهم: (الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية)، ارتفاعها حتى بعد الاضطرار إلى تمديد مهلة التوصل لاتفاق نهائي بخصوص البرنامج النووي المثير للخلاف. وقالت كبيرة المفاوضين الأمريكيين في المحادثات النووية يوم الثلاثاء إن الأطراف المشاركة تهدف للتوصل إلى حل للنزاع المستمر منذ نحو عشر سنوات بحلول نهاية فترة التمديد البالغة أربعة أشهر.
وتسلمت إيران الأسبوع الماضي الدفعة الأخيرة من مستحقاتها النفطية البالغة 4.2 مليارات دولار التي تسنى لها الحصول عليها بموجب الاتفاق الأول كما سمح لها بالحصول على 2.8 مليار دولار أخرى في إطار التمديد. وأظهرت بيانات جمركية رسمية وجداول وصول الناقلات أن المشترين الآسيويين الأربعة استوردوا 1.2 مليون برميل يومياً في النصف الأول من العام الحالي مقابل 961 ألفاً و236 برميلاً يومياً في نفس الفترة من العام الماضي.
ورفعت الصين أكبر عملاء إيران وارداتها بنحو 50 بالمئة في النصف الأول بينما زادت الهند مشترياتها بمقدار الثلث. وتراجعت مشتريات كوريا الجنوبية في نفس الفترة بنسبة 11 بالمئة إلى 124 ألفاً و657 برميلاً يومياً بينما انخفضت واردات اليابان 7.4 بالمئة إلى 172 ألفاً و154 برميلاً يومياً.
وفي يونيو حزيران انخفضت واردات مشتري الخام الإيراني في آسيا بنحو 20 بالمئة مقارنة مع الشهر السابق إلى ما يزيد قليلاً على مليون برميل يومياً وهو أدنى معدل يومي لها منذ ديسمبر كانون الأول. واستقرت واردات آسيا من الخام الإيراني في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2014 فوق 1.1 مليون برميل يومياً مع استبعاد صادرات طهران إلى وجهات مثل تركيا وسوريا.
وقال جيمس ديفيز المستشار في فاكتس جلوبال أنرجي إن أي زيادة أخرى كبيرة في إنتاج إيران قد تفرض ضغوطاً على المملكة لخفض إنتاجها. وزادت واردات الصين من الخام الإيراني 38 بالمئة في يونيو حزيران مقارنة بها قبل عام لتصل إلى 531 ألفاً و200 برميل يومياً بينما ارتفعت واردات الهند بنحو 19 بالمئة إلى 167 ألفا و300 برميل يومياً. وزادت واردات كوريا الجنوبية من النفط الإيراني أكثر من سبعة بالمئة في يونيو حزيران على أساس سنوي إلى 145 ألفا و800 برميل يوميا في حين ارتفعت واردات اليابان منه 46.8 بالمئة إلى 188 ألفاً و685 برميلاً يومياً حسبما أظهرت بيانات من وزارة التجارة اليابانية أمس الخميس.
من ناحية أخرى منحت أعلى محكمة لحقوق الإنسان في أوروبا مساهمي شركة يوكوس أمس الخميس تعويضات قيمتها 1.9 مليار يورو (2.6 مليار دولار) في ضربة جديدة لروسيا بعد أيام من فوز مساهمي شركة النفط الروسية السابقة بتعويض قدره 50 مليار دولار في لاهاي. وقضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي تتخذ من ستراسبورج مقراً لها بأن روسيا لم «تحقق توازناً عادلاً» في تعاملها مع يوكوس التي كان يديرها ميخائيل خودوروفسكي وأنها أجبرت الشركة على دفع رسوم مبالغ فيها.
ولا تمثل التعويضات البالغة 1.9 مليار يورو التي منحتها المحكمة الأوروبية لشركة يوكوس سوى جزء ضئيل من المبلغ الذي تسعى الشركة للحصول عليه وقدره 38 مليار يورو لكنها تضر بروسيا في وقت تقف فيه البلاد على شفا الركود وتترنح تحت وطأة عقوبات أشد فرضها الغرب عليها هذا الأسبوع بسبب تدخلها في أوكرانيا. وقالت أولجا بيسبانين المتحدثة باسم خودوروفسكي «استقبلنا هذا النبأ بسعادة بالغة فهذا قرار غير مسبوق والمحكمة لم يسبق لها أن منحت مثل هذا المبلغ الضخم.» وألقي القبض على خودوروفسكي عام 2003 وأدين بالسرقة والتهرب الضريبي في 2005 وجرى إطلاق سراحه العام الماضي بعد عشر سنوات قضاها في السجن. وجرى تفكيك شركة يوكوس وتأميمها قبل نحو عشر سنوات وتسليم معظم أصولها إلى شركة روسنفت العملاقة للطاقة التي يديرها حليف للرئيس الروسي فيلاديمير بوتين.
وكانت قيمة الشركة بلغت 40 مليار دولار.. وقالت وزارة العدل الروسية إن حكم المحكمة الأوروبية جائر ومتحيز قائلة إنها قد تستأنف الحكم في غضون ثلاثة أشهر. وقضت المحكمة أيضا بإلزام روسيا بتحمل تكاليف ومصروفات قدرها 300 ألف يورو ودفع أي ضرائب. وكانت يوكوس طلبت 4.3 ملايين جنيه إسترليني رسوما قضائية و174 ألف دولار تكاليف تقرير خبراء إلى جانب رسوم أخرى قدرها 588 ألفاً و148 دولاراً.
من جانبها أعلنت شركة رويال داتش شل ارتفاع أرباحها الفصلية بنسبة 33 بالمئة بما يفوق توقعات المحللين بعد زيادة إنتاجها من السوائل وارتفاع أسعار البيع.. ورفعت شركة النفط البريطانية الهولندية أيضاً توزيعاتها النقدية الفصلية وقالت إن قيمة إعادة شراء أسهمها وتوزيعاتها النقدية لعامي 2014 و2015 ستتجاوز 30 مليار دولار.. وارتفع سهم الشركة ثلاثة بالمئة في بداية التعاملات.
وبلغت أرباح شل في الربع الثاني على أساس التكلفة الحالية للإمدادات مع استبعاد بنود استثنائية 6.1 مليارات دولار بارتفاع 33 بالمئة عن مستواها قبل عام. وكان محللون توقعوا وصول أرباح الشركة إلى 5.46 مليارات دولار. وتنضم رويال داتش شل إلى منافستها بي.بي في إعلان نتائج تفوق التوقعات.. ويهدف الرئيس التنفيذي للشركة بن فان بيوردن إلى تحسين الإيرادات من خلال بيع أصول وانتقاء المشروعات بصورة أفضل بعد تحذير نادر بشأن الأرباح في يناير كانون الثاني. وأعلنت شل عن توزيع أرباح نقدية عن الربع الثاني بواقع 0.47 دولار للسهم العادي بارتفاع أربعة بالمئة على أساس سنوي وبما يتماشى مع توقعات المحللين.
ووجدت شركات نفط عالمية من بينها شل صعوبة في زيادة إنتاجها خلال السنوات الأخيرة وهو ما يرجع لأسباب منها تراجع الإنتاج في الحقول القائمة وتأخر مشروعات جديدة. ووصل إنتاج شل من النفط والغاز في الربع الثاني إلى 3.077 ملايين برميل من المكافئ النفطي يومياً ارتفاعاً من 3.062 ملايين برميل قبل عام بينما توقع بعض المحللين انخفاض الإنتاج.