أن تكون أميراً للرياض فهذا بحد ذاته مسؤولية كبيرة ومتشعبة؛ كونه المسؤول الإداري الأول لمدينة كبيرة، فيها العديد من المحافظات والمدن، وفيها كثير من التجمعات السكانية والاقتصادية، وفيها الوزارات والسفارات، والشركات العملاقة والبنوك، والجامعات والمستشفيات الضخمة، وفيها أكبر كثافة سكانية، وبيئة عمل، وكل ذلك له علاقة وصلة بإمارة الرياض، فهي إمارة لها مكانتها في الدولة؛ كونها العاصمة السياسية والاقتصادية للبلاد.
ولهذا فإن مسؤولية إمارة الرياض غير عادية، وغير العادي فيها أنها تتطلب قدراً كبيراً من الحكمة والحزم والمتابعة والشفافية، وإيجاد البيئة الإدارية اللازمة لتنفيذ الأعمال، وتقديم الخدمات بما يوازي مكانة الرياض، ودورها الريادي، وهذا يحتاج إلى أمير بمواصفات خاصة وواضحة. وقد حظيت الرياض على الدوام بأمراء امتلكوا قدرات كبيرة في الإدارة، والتطوير وحكمة التواصل، والتفاعل الإيجابي مع المجتمع، وحل مشكلاته ومطالبه.
يبدو أن منطقة الرياض محظوظة جداً بتعيين سمو الأمير تركي بن عبدالله - يحفظه الله - أميراً لها؛ كونه رجلاً ميدانياً، يحب أن يرى الأمور على طبيعتها. وهذه الميزة الإيجابية مزودة بخبرة كبيرة في الإدارة العسكرية، وهي مؤسسة على الضبط والربط والنظامية. فأميرنا المحبوب الأمير تركي مسؤول يُشار إليه بالبنان، والصدق والشفافية، في القول والفعل، وحب الإنجاز السليم، ومراعاة ظروف الوطن والمواطن.
لقد انتهج سمو الأمير تركي سياسة الباب المفتوح مع جميع المواطنين، والاطلاع على احتياجاتهم عن قرب، والعمل على حلها على أرض الواقع؛ لهذا كانت جولاته الميدانية، واطلاعه على سير عمل المشاريع في منطقة الرياض، تعكس رغبة قوية من سموه في متابعة سير المشاريع بنفسه، والتفاني في خدمة المنطقة والمواطن، ومعرفة التفاصيل الدقيقة عن الإنجازات والمدد المحددة لها، دون ضجيج إعلامي مفتعل.
تشهد الرياض والمحافظات التابعة لها اليوم تطويراً ورقياً وتقدماً في إنجاز مشاريع حضارية واقتصادية عملاقة، يرعاها أمير المنطقة، وتنفذها أمانة الرياض والمحافظات الأخرى، مثل مشاريع الإسكان، والنقل ومترو الرياض، والجامعات والمستشفيات والفنادق، والملاعب الرياضية والسياحية والحدائق، وأماكن الترفيه، في جميع المدن والمحافظات المحيطة بالرياض، إضافة إلى تطوير مطار الملك خالد الدولي، والمشاريع الضخمة على الجانب الاقتصادي. هذه المشاريع سوف تسهم في نمو منطقة الرياض والارتقاء بمستوى الخدمات فيها. فالرياض بمشاريعها الجديدة ستعيش فرحة عظيمة. فالحاجة إلى حل مشكلة الازدحام المروري، والتلوث البيئي في الرياض العاصمة، والمدن المحيطة بها، من المطالب الملحة التي لطالما انتظرها المواطن منذ فترة طويلة، والتي سوف تؤتي بثمارها الاجتماعية والاقتصادية، وستحدث نقلة نوعية وحضارية متقدمة على العاصمة الرياض والمحافظات التابعة لها. كما أن زيارات سمو الأمير تركي لمشاريع العاصمة الرياض، والمحافظات المحيطة بها كافة، وما يوليه من اهتمام كبير بالمنطقة، بمشاركة محافظي المناطق والأمانات والبلديات، سوف تسهم في التطوير والارتقاء بمستوى الخدمات إلى الأفضل، ومع ذلك نأمل التخطيط الاستراتيجي مستقبلاً، لاستحداث وتأسيس مدن طرفية سكنية وصناعية وتقنية وزراعية، لتخفيف الضغط على العاصمة الرياض، ومدن المحافظات الأخرى التابعة لها بجميع الأشكال. كلنا أمل يا سمو الأمير أن يتم إنجاز المشروعات الجاري تنفيذها في منطقة الرياض والمناطق التابعة في وقتها، وفي الزمن المحدد لها، ووفق أعلى المواصفات والمقاييس، ونتطلع أيضاً إلى سرعة الإنجاز والإنتاج في العمل. كما أن لدينا جيلاً واعداً من الشباب السعودي، يعمل في التخصصات الهندسية والتقنية والفنية والإدارية والإشرافية كافة، وله خبرة في القطاع الصناعي والتكنولوجي الحديث؛ ونأمل بأن يسند لهم مهمة إنجاز مشاريع منطقة الرياض، أو على أقل تقدير الإشراف والمتابعة. وكل عام وأنتم بخير.