من المعلوم لدى كل مسلم أن المساجد بنيت لذكر الله - تعالى - وإقامة الصلاة، وقراءة القرآن، وتعليم الناس، وتبصيرهم بأمور دينهم من خلال الخطب، والدروس، والمواعظ، وغير ذلك، ولاشك أن ذلك كله يستوجب تهيئتها، وتنظيفها، وتطهيرها، للمصلين، حتى يؤدوا شعائر دينهم بيسر وطمأنينة، وخشوع لله تعالى، إضافة إلى أن هذه المساجد هي بيوت الله تعالى، التي أذن - سبحانه وتعالى - أن ترفع، ويذكر فيها اسمه.
ولا يخفى على أي أحد أن الخطوة الأولى لتهيئة المساجد، وإعدادها للمصلين، هي تسهيل الوصول إليها لكل مسلم، وبخاصة المرضى، والمسنون، وذوو الاحتياجات الخاصة، ولأجل تحقيق ذلك التزمت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المخططات الجديدة للمساجد أن تشتمل على ممرات خاصة بعربات ذوي الاحتياجات الخاصة، بل وشرعت باستحداثها في المساجد القديمة التي لم تكن موجودة بها تلك الممرات الخاصة بالعربات.
إلا أن بعض الناس يأبون إلا أن يكونوا حجر عثرة أمام المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، ويتسببون في إعاقة وصولهم إلى المساجد بأساليب متعددة، منها - على سبيل المثال - وقف السيارات أمام هذه الممرات، وإغلاقها تماماً في وجه المحتاجين إليها، ومنها - أيضاً - ملء هذه الممرات بالأحذية عند دخول المسجد.
ولاشك أن تلك التصرفات قد توقع صاحبها في المعصية والإثم ؛ لأنه يؤذي فئة من المصلين، وقد يكون ممن يصدونهم على الصلاة في المسجد من حيث لا يشعر.
لذلك يجب على المسلمين تسهيل وصول المصلين إلى المساجد، وإفساح الطريق أمام ذوي الاحتياجات الخاصة، وتجهيز الممرات الخاصة بعرباتهم، وعدم إغلاقها بالسيارات، أو الأحذية، أو غيرها، واحتساب الأجر والمثوبة عند الله في ذلك كله، فهذا أقل الواجب.. والله ولي التوفيق.