الشرق الأوسط قلب الدنيا وبؤرة التاريخ والذي شهد ولايزال يشهد تصارع القوى الكبرى الطامعة لما له من موقع إستراتيجي ولما به من ثروات طبيعية هائلة وبعدما اصطلحوا على تسميته بالشرق الأوسط الكبير ما لم يشهده موقع آخر في أنحاء المعمورة وإن لم يكن ذلك بالجديد كما يعلمنا ذالك التاريخ إلا أن ما نشهده مما يمثل مرحلة جديدة، ليس في الغايات والأهداف فحسب بل وفي الأساليب الموصلة والمحققة لبلوغها ولعل في مقدمتها ما صار ويصير من آثاره للفتن والحروب والتي طال أثرها الضار والمدمر لأبناء الوطن الواحد حيث صار الأخ يقتل أخاه وبدم بارد مما يصب في مصلحة صناع ذلك الصراع والواقفين وراءه والقائمين على تأجيجه من تلك العناصر التي لم تعد تتورع في إشهار علاقتها الوطيدة بتلك القوى وعن شغفها بالاستحواذ على كل شيء وليكون لها التمكين والتمكن من تحقيق مصالحها ومصالح تلك القوى الواقفة خلفها والداعمة لها والمسيرة لتحركاتها وإن كنا في هذا البلد الأمين قد وفقنا بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الرشيدة إلى النأي والبعد عن ذالك الصراع إلا أننا سنظل في أشد حالاتنا تنبها ويقظة لما قد يحاول أولئك الظالعون في إلحاق أقدح الأضرار بشعوبهم من أن يجعلونا نصير إلى ماصاروا إليه.