بعد أيام سيستقبل المسلمون في جميع أنحاء العالم شهر رمضان المبارك بالبهجة والبشر والفرح.. تطلعاً لقضاء أيامه المباركة في الصيام ولياليه التي تموج حساً ومعنى.. بفضائل العبادة لما فيها من صلوات التطوّع وتلاوة القرآن الكريم.. إن الصيام ليس امتناعاً عن الأكل والشرب فحسب لكنه في جوهرة امتناع عن كل ما لا يليق بأخلاق المسلم من غضب وغش وكذب ونفاق ورياء.. الصيام فرصة لكل مسلم يزداد فيها قرباً من الله لعله يحظى بالقبول والجنة إنه شهر البذل والصدقات للمقتدرين وتقوية للصلات والروابط بين ذوي القربى.. مثلما فيه من فرص للتوبة من المعاصي والآثام والرغبة في مثوبة الله.. والعودة للسجايا والفضائل المهذبة بما فيها من تعاون ومساعدة البعض للبعض الآخر.. إنها الفرصة للعناية والرعاية بالفقير المحتاج امتثالاً لطاعة الله وتمثلاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)؛ ما يعني الحث على البر والبعد عن الشر لتكون أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس ومثلاً رائعاً مثلما أراد الله أن تكون من خلال دينها الإسلامي الحنيف شهر رمضان موسم الخيرات وحري بكل مسلم بلوغ مداءات الاستفادة من تلك الخيرات وهي كثيرة مثلما الحمد لله وشكره على أن منّ على هذه البلاد بالتميز وكرّمها بأن تكون القدوة والمثل للمسلمين وجعل بها الحرمين الشريفين قبلة المسلمين.
ثم واجب الشكر لله الذي جعل ولايتها في أيدي البررة من أبنائها ممن شأنهم رفعة شأن شعبهم ونصرة الإسلام وخدمة المسلمين والتيسير عليهم حين أدائهم لفريضة الحج مثلما العمرة والزيارة.. مما لا يخفى ما يبذل في سبيله من الجهد والمال مما يتجلّى في ما وصلت إليه عمارة الحرمين الشريفين من تطوير يفوق الوصف ضمن ظروف الأمن والأمان والرخاء والرضا.. مما صار وسيظل مضرب المثل على مستوى العالم الإسلامي كله.. فنحمد الله على ذلك وندعو الله لديمومته وللمسلمين بصيام الشهر وقيامه والفوز فيه بالقبول وأن يجمع كلمة المسلمين وأن يقيهم شرور أعدائهم إنه سميع مجيب.