من الطرائف أن (السعودة الفنية) بدأت لدينا في الثمانينات والتسعينات قبل (السعودة الوظيفية)، اعتقاداً أن ذلك سيساعد في خروج (مُمثلين وفنانين) سعوديين، مع إلزام المخرجين والمنتجين العرب بإتاحة الفرصة للممثل السعودي، حيث كان التلفزيون آنذاك يشترط (عُرفياً) وجود (ممثل سعودي) في العمل العربي، حتى يتم تعميده أو شراؤه!.
الإبداع وصقل الموهبة لا تأتي بهذ الطريقة، فقد مرت الأيام وتم اكتشاف حيل بعض مؤسسات الإنتاج العربية التي كانت تقوم بكل شيء تقريباً (للعمل)، وبعدها تلبس (ثوب السعودة) بالبحث عن (ممثل سعودي) للمشاركة بدور ثانوي، ووضع اسمه في تتر العمل، ومن ثم تقوم شركة إنتاج سعودية بتقديم العمل على أنه (إنتاج محلي) ليتم تقديره بمبلغ أكبر!.
بعض الفنانين كان يعمل بالفعل، يجاهد ويكافح، من أجل أن ينجح، بل إن هناك من ضحى بوقته وماله وصحته وسمعته من أجل الفن، ولكنه دفع الثمن غالياً؟!.
ذات السيناريو والحيل تتكرر مع (سعودة الوظائف)، و(المهن والمحلات)، فالسعودي دائماً في الواجهة، والحقيقة الخفيّة أن الفائدة تذهب لغيره، بل إن السعودي الذي يخوض التجربة لوحده، يدخل في معمعة ودوامة يصعب أن يخرج منها!.
مع بداية (عصر السعودة) في الألفية الجديدة، كان هناك قصص ومواقف طريفة يتم تداولها، حول معاناة السعودي مع مندوبي الشركات الذين يتكاتفون مع بني جلدتهم، عبر تقديم تسهيلات دفع وسداد تمكنهم من المنافسة، وكذلك تزويد محلاتهم بكل أنواع البضائع التي يتم عرضها، واستعادتها في حال عدم البيع!.
كل هذا لتطفيش الشاب السعودي الذي افتتح (بقالة) وضايقهم في رزقهم، بوضع عراقيل أمامه ليمل من هذه الصنّعة، ويضع لوحة (للتقبيل)، أو يتركها لهم لتشغيلها بالباطن!.
ربما توقف التلفزيون تقريباً عن تمييز الأعمال الفنية السعودية، ولكن يبدو أن العدوى انتقلت لبعض الفضائيات باختيار (مذيعين سعوديين) ووضعهم في الواجهة للكسب المادي؟!.
المؤسف أن مشاكل وحيل (السعودة وتوطين الوظائف) لا زالت تتكر حتى اليوم، مع انشغال أصحاب الشأن، إما بالظهور بجوار المذيعين، أو مشاهدتهم؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.