يبدو أن الفنانة أحلام لا تريد أن يفوتها شيء من أضواء (كأس العالم)، خصوصاً أنها لم تكن ضمن مطربي المونديال، حيث تجاهل المنظمون (طق الطيران) كثقافة عربية أصيلة، لها نجوم (شعبيون) في مختلف دول العالم، لا يقلون أهمية عن نجوم كرة القدم، لذلك قرَّرت (فنانة العرب) كما تحب أن تصف نفسها على طريقة المثل الشعبي (محدٍ يحقر نفسه), تقديم هدية مشروطة لممثل العرب الوحيد عبارة عن - كرة مرصَّعة بالأماس - في حال فاز منتخب الجزائر!
أنا أكتب هذه السطور ومباراة الجزائر لم تنته بعد ضد بلجيكا، ولا أعلم هل أحلام اشترطت فوز الجزائر بكأس العالم؟ أم يكفيها الفوز بهذه المباراة فقط؟ في كل الأحوال يبدو أن أحلام واثقة من بقاء (كرة الألماس) في حوزتها؟!
كل العرب يشجعون (الجزائر) في مونديال (البرازيل) ويقفون خلفها - بالدعاء فقط- وطبعاً الدعاء مخ العبادة، لكن الجماهير العربية مثل أحلام تماماً تهتف لمؤازرة منتخبات أخرى ونجوم آخرين، لا جديد هكذا يقف العرب مع بعضهم البعض، ويساندون بعضهم في المحافل الدولية بذات الطريقة، ولنا في كأس العالم تجربة عريضة، وخصوصاً أننا نشترك مع الجزائر بوصفنا الفرق العربية (الخضراء)!
حتماً المسألة لا تتعلق بالرياضة فقط، لكن العرب منقسمون حتى في الكورة - فنصفهم يشجع البرازيل بحكم أنها البلد (المُضيف)، خصوصاً بعد خبرية نجاح زواج الـ 14 سعودياً المقيمين فيها، والنصف الآخر منقسمون بين (الطليان) أصحاب البيتزا والاسبكتي، والألمان أصحاب (الثمانية الشهيرة)، والبقية يشجعون (قوم ميسي) من باب الفزعة بحكم أن الرجل زار بلاد العرب مؤخراً وخاف من أسلحتهم، بينما الجزائر تحظى بالدعوات والأمنيات دوماً من كل العرب!
لو كنت أملك - كرة مرصعة بالأماس- مثل أحلام، لخصصت جزءاً من قيمتها (كهدية زواج) لفتاة جزائرية، تنازلت بكامل (مهرها) الذي قدَّمه لها عريسها، لصالح أخيها، الذي سافر للبرازيل لمساندة ومؤازرة منتخب بلاده من المدرجات وجهاً لوجه، فالدعاء والوعد لا يجلبان الكأس؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.