من المنتظر أن يتمكن نحو (10 ملايين طالب وطالبة) في المدارس الأرجنتينية، من متابعة مباراة منتخب بلادهم اليوم أمام (البوسنة) على الهواء مباشرة، لحظة بلحظة، عبر شاشات عملاقة خُصصت لهذا الغرض، في خطوة غير مسبوقة داخل المدارس!.
وزير التعليم الأرجنتيني قال الحصص المدرسية لن تتأثر بشكل كامل، حيث ستتوقف الدراسة وقت المباراة فقط، مؤكداً أنها فرصة لتجديد الصداقة والتآلف بين الطلاب طوال مباريات منتخب بلادهم في مونديال البرازيل، وذلك لتنمية الشعور بالهوية الوطنية!.
حتى وقت قريب كان الطالب الذي يتحدث عن مباريات المنتخب في مدارسنا مخالفاً للنظام التعليمي، بل إن المُعلم الذي يفتح النقاش حول مشاركة رياضية وطنية داخل الفصل قد يُعرض نفسه للمساءلة، وقد يُتهم بإشغال الفصل بأمور خارج المنهج الدراسي؟!.
وهنا أجدها فرصة رائعة للاستفادة من التجربة (الأرجنتينية)، فما المانع أن نستفيد من علاقة شباب هذه الدول بالرياضة، بعيداً عن الاحتراف داخل المستطيل الأخضر، وأعتقد أن وزارة التربية والتعليم بقيادة الأمير خالد الفيصل قادرة على إحداث تغيير، والاستفادة من مثل هذه التجارب، والبحث عن الأفضل دوماً لتغيير الجمود الذي يشعر به الطلاب والطالبات داخل مدارسنا، فللأسف المدارس لدينا أصبحت تُسيطر عليها - حرارة الإسمنت والحديد - الذي بنيت وشيّدت به، وبات الطلاب ومُعلموهم محشورين ومقيدين داخل أحبار، وأوراق المناهج، لذا يتخرج لدينا جيل مُنفصل عن واقعه غير مدرك لاحتياجات الحياة الحقيقة، وطبيعة العمل من حوله، لأن المدرسة لم تقدم له التجربة، ولم تربطه بواقعه، ولم تناقش معه ما يجري خارج أسوارها، وبقي محبوساً بقواعد وقوانين علمية ونظرية!.
لذا أقترح ترك مساحة حرة لكل مدرس ومدرسة لتقديم تجربة ما، أو عرض نموذج على الطلاب، وفتح باب النقاش معهم لتنمية بعض المهارات الخاصة، ونقل شيء من الخبرة والتجربة التي تُفيدهم خصوصاً في المراحل الثانوية!.
من يدري ربما تمكنا في يوم ما، من تطبيق النظرية الأرجنتينية في تشجيع المنتخب؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.