بعدما أعلن في فبراير 2010 إلغاء قمة أوربية - أمريكية كان مقرراً عقدها في مايو من العام نفسه في إسبانيا..لكن أوباما في جولته الأخيرة لبروكسل - مركز المشروع الأوربي ومقر الحلف الأطلسي أيضاً - تحدث عن أهمية الأمن الأوربي، وأشار أوباما إلى الخطر الذي واجهه الأوكرانيون بسبب تصرفات روسيا، وكذلك النظام الدولي الذي استثمرت فيه كثيراً كل من أوربا والولايات المتحدة.
وأشار أوباما إلى أن الرد على روسيا يخص طبيعة أوربا، وذكر أوباما أوربا بأن تقدمها كان على مبادئ أساسية بما فيها احترام السيادة.. وهذا ما خرقته روسيا.
ويؤكد أوباما بأنه يتحد مع أوربا في دعم الأمن الأوربي والعمل على عزل روسيا، وأشار أوباما إلى أن أزمة أوكرانيا تشير إلى أهمية تنويع أوربا لمصادر الطاقة لها، وأضاف بأن الولايات المتحدة ملتزمة جداً بتنويع مصادر الطاقة لأوروبا.
التحالف الأوربي الأمريكي كان قوياً وواضحاً في دعم كل من جورجيا وملدوفا في هذه المرحلة خوفاً من الطموحات الروسية في ضم جزء منها أيضاً بعد سرعة ضم القرم خلال أسابيع.
ولكن هل تثق أوربا في قدرة الولايات المتحدة في الاعتماد عليها في تأمين موارد الطاقة وخفض الاعتماد على الغاز الروسي الذي تصدر النقاشات مع الولايات المتحدة أثناء زيارة أوباما أوربا خصوصاً بعد التوتر الذي انتاب العلاقات بين الجانبين بعد الكشف عن تنصت وكالة الأمن القومي الأمريكية (إن إس إيه) على قادة أوربيين.
الغاز الصخري أعطى الولايات المتحدة سلاحاً جيوسياسياً قوياً بعدما أصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج في العالم تخطت روسيا، ولكن هناك بحكم الأمر الواقع حظراً على صادرات النفط في أمريكا، في حين يمكن بيع الغاز الطبيعي في الخارج.
لكن الشركات الأمريكية، ولا سيما داو كيميكال تتزعم الشركات المعارضة لتصدير الغاز الأمريكي للخارج، وقالت إن تصدير الغاز هو الحل الجيوسياسي الخطأ، وبدلاً من ذلك يجب على الولايات المتحدة تصدير تكنولوجيا التكسير الهيدروليكي للسماح للآخرين بالقيام بعملية استخراج الغاز من النفط الصخري في بلادهم.. وسياسة صادرات الطاقة مرتبطة ارتباطاً كبيراً بجغرافيا الإنتاج والاستهلاك في الوقت الذي ينقسم فيه الحزب الجمهوري ضد الحزب الديمقراطي.
ويظهر السياسيون الأمريكيون قلقاً حول تأثير صادرات الغاز على السعر الذي يدفعه المستهلك لفواتير الكهرباء ووقود التدفئة، ويبلغ سعر الغاز الأمريكي المرجعي نحو نصف السعر في أوربا، وربع السعر في آسيا، خصوصاً أن الولايات المتحدة تستهلك أكثر مما تنتج.
تصدير موارد الطاقة الأمريكية إلى أوربا يمكن أن يعمل على تآكل تأثير موسكو في أوربا تدريجياً، ولكن إلى حد معين، لأن الإنتاج الأمريكي لن ينهي الاعتماد على صادرات الطاقة من البلدان المنتجة والمصدرة الأخرى، إلى السوق العالمية في الغرب.. إذاً فالموارد الأمريكية ما زالت عاجزة عن قلب موازين الطاقة العالمية، ولن تستطيع الولايات المتحدة على المدى الطويل الالتزام بتنويع مصادر الطاقة لأوروبا.